المخاطر وكيفية إدارتها في عام 2025

ترجمة خاصة 

في جلسة نقاش نظمها Inside Housing بالتعاون مع شركة التكنولوجيا العقارية Switchee، ناقش عدد من كبار قادة قطاع الإسكان في المملكة المتحدة كيفية إدراكهم للمخاطر التي تهدد أعمالهم والطرق الممكنة للتعامل معها.

ووفقاً لتقرير Inside Housing Risk Register 2025، فقد أشار مزودو خدمات الإسكان إلى أكثر من 60 نوعاً من المخاطر الاستراتيجية في تقاريرهم السنوية الأخيرة، وهي في ازدياد من حيث العدد والنطاق والتعقيد. بالإضافة إلى المخاطر الشائعة مثل الهجمات السيبرانية وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي، تواجه هذه الجهات تحديات فريدة تتعلق بالتنظيم، والصحة والسلامة، وإدارة الأصول السكنية.

الخوف المفرط من المخاطر… هو الخطر الأكبر

وقال مارتن كليمت، مستشار المخاطر الرئيسي في شركة Zurich Resilience Solutions: "أكبر خطر أراه هو أن تكون المؤسسات مفرطة في الحذر من المخاطر. العالم اليوم مليء بعدم اليقين والتقلب، ويجب أن نعتاد على ذلك."

الحوكمة... أولوية لا نقاش فيها

وشدد دارين هوكر، رئيس قسم الحوكمة في قطاع الإسكان الاجتماعي في شركة Capsticks القانونية، على أن الحوكمة الجيدة "ليست خياراً بل ضرورة"، محذراً من أن سوء الحوكمة يكون غالباً "مؤشراً مبكراً على ظهور مشكلات أخرى".

كريغ ثورنتون، مدير المخاطر في مؤسسة SNG، أشار إلى أن معايير الجهات التنظيمية قد تصبح أكثر صرامة في المستقبل، قائلاً "أتوقع أن ترفع الجهات الرقابية سقف توقعاتها بشأن الحوكمة الجيدة ودور إدارة المخاطر في صلب هذه الحوكمة."

قصير النظر... خطر يهدد الاستدامة

وقال فيل أندرو، المدير التنفيذي لمؤسسة Orbit، إن البعض يركز فقط على "الوصول لنهاية الأسبوع أو الشهر"، محذراً من تجاهل التحديات المستقبلية مثل تجديد المخزون السكني حتى عام 2050 وما بعده.

أما بول إدواردز، المدير التنفيذي لمؤسسة CHP، فاعتبر التقلب السياسي خطراً كبيراً في ظل دمج مؤسسته مع Estuary Housing Association، قائلاً: "نخطط لبناء وحدات سكنية أكثر من قدرتنا الحالية، لكن التغييرات السياسية المستمرة تمثل تحدياً فعلياً."

إدارة المخاطر مسؤولية الجميع

أجمع الحاضرون على أن إدارة المخاطر يجب ألا تقتصر على فرق متخصصة، بل يجب أن تكون جزءاً من ثقافة المؤسسة.

قال كليمت:  "إذا لم يكن هناك فهم شامل للمخاطر من أعلى الهرم وحتى القاعدة، فستكون لدينا مشكلة حقيقية."

وأضاف ثورنتون أن استخدام لغة واضحة ومناسبة للجميع داخل المؤسسة يساعد على دمج إدارة المخاطر في القرارات اليومية، دون الحاجة لاستخدام مصطلحات تقنية ثقيلة.

في مؤسسة Places for People، أوضحت جودي هاردي، مديرة المخاطر "لدينا مبدأ يقول: لا تمر بجوار الخطأ، بل افعل الصواب. هذا يساعدنا على اكتشاف المخاطر مبكراً من خلال الموظفين والعملاء."

الرؤية الإستراتيجية والبيانات تلعبان دوراً محورياً

قالت كاتي شو، رئيسة قسم المخاطر في L\&Q، إن مؤسستها تربط استراتيجيتها بالمخاطر بوضوح "نحن نضع شهية المؤسسة للمخاطر كأساس لاتخاذ القرار، خاصة في الظروف المالية الصعبة".

أما توم روبينز، المدير التنفيذي لشركة Switchee، فقال إن التغيرات في نوعية المستفيدين من الإسكان الاجتماعي تعني أن المؤسسات تواجه الآن أنواعاً جديدة من المخاطر لم تكن مألوفة من قبل.

التوظيف والموارد البشرية تحت الضغط

وأكدت شو أن العثور على خبراء في مجال المخاطر أمر صعب، حيث يتركز أغلبهم في قطاعات أخرى مثل المالية. في حين حذر غاري فولفورد، الرئيس التنفيذي لـ WHG، من ظاهرة "تبادل الكوادر" بين الجمعيات، قائلاً إنها "دوامة لا تنتهي".

من جانبه، أوضح فيل أندرو من Orbit، أن مؤسسته بدأت بتوظيف قيادات من خارج القطاع بالكامل سعياً نحو نموذج أكثر تمركزاً حول العملاء.

تحليلات البيانات… سر النجاح والتعافي

وقال جو تير، المدير المالي المؤقت في Tower Hamlets Community Housing، إن المؤسسات يجب أن تبني ثقافة قائمة على الأداء، مضيفاً:"نحن منظمات احترافية بأهداف خيرية، لكن علينا أن نعمل بكفاءة عالية لتحقيق تلك الأهداف."

وأكد الحضور أهمية البيانات في تقييم المخاطر. فأثناء دمج CHP، قال إدواردز إن عملية التحقق من البيانات كانت أكثر تعمقاً من أي فحص تنظيمي، مشدداً على ضرورة معرفة كل ما يتعلق بالأصول والعملاء منذ اليوم الأول للاندماج.

التحدي: أين تنتهي مسؤوليات المؤسسة؟

وقال فولفورد إن مؤسسات الإسكان يجب أن تكون حذرة جداً في عدم التورط في خدمات لا تمتلك فيها خبرة. ورغم أهمية البيانات، فإن بعض المؤسسات لا ترغب بالحصول على بيانات جديدة بسبب عدم قدرتها على الاستجابة لها. أوضح هوكر: "المشكلة ليست تجاهلاً متعمداً، بل عجزاً عن استيعاب حجم المخاطر."

وحذر جو تير قائلاً  "نتحدث هنا عن فشل مؤسسي كامل. وهذا ما سيحدث إذا استمرت المؤسسات في تجاهل المخاطر."

المخاطر كأداة للتمكين

أجمعت الآراء في الجلسة على أن إدارة المخاطر ليست عبئاً، بل أداة قوية للتمكين تساعد على اتخاذ قرارات أفضل وتحقيق نتائج إيجابية للعملاء، بل وحتى تقليل تكاليف التأمين. تقول هاردي "إذا فهمنا ما يلوح في الأفق، يمكننا أن نستعد له ونصبح مؤسسات أكثر مرونة."

 

تعليقات الزوار