المغرب تدمج الذكاء الاصطناعي لمواجهة التحديات الأمنية

أحمد الساعدي

باعتبارها مؤسسة مخصصة للأمن الداخلي الحضري بالمغرب، تعمل المديرية العامة للأمن الوطني على نشر استراتيجية مستدامة لتحديث نهجها من خلال دمج التقنيات المتطورة والابتكارات الرقمية. وهي تقدر بشكل خاص الذكاء الاصطناعي لمواجهة التحديات الأمنية وحماية الفضاء الإلكتروني من الهجمات. وأكد المتحدث باسم المديرية العامة للأمن الوطني، بوبكر سابك، أن جودة الخدمات الشرطية آخذة في التحسن، مما يضمن بيئة معيشية آمنة ومأمونة للجميع.

على مدى العقد الماضي، أثبت الذكاء الاصطناعي وجوده بقوة في العديد من جوانب الحياة البشرية الحديثة، مما كشف عن الاعتماد المتزايد على الحلول الرقمية. أصبحت هذه التكنولوجيا الآن في كل مكان، وتغزو إدارة وإدارة المعاملات والخدمات عبر الإنترنت، وتلعب دورًا مركزيًا في مجال السلامة والأمن العام. وقال سابيك في مقال بعنوان “الذكاء الاصطناعي في خدمة الأمن: نموذج الشرطة المغربية” إنه يدمج بشكل متزايد خوارزميات متطورة لتحسين إدارة خدمات الأمن العام، والحفاظ على النظام، ومكافحة الجريمة والانحراف، بما في ذلك التحديات الجديدة للشرطة. “، منشور في مجلة “الأمن والحياةالأمن والحياة” الصادرة عن جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية (NAUSS).

وأشار بالتالي إلى أنه على المدى القصير، سيتم استدعاء الذكاء الاصطناعي لتولي مجموعة واسعة من العمليات ومهام المساعدة لأجهزة الشرطة، ولا سيما المهام الروتينية التي لا تتطلب اتخاذ قرار، مثل تجميع وتخزين المعلومات البيانات الرقمية من مصادر متعددة. ويكتب أن هذا النشر يعمل على تحسين الموارد البشرية والتشغيلية إلى حد كبير، مما يجعل من الممكن إنجاز مهام أكثر تعقيدًا، لصالح المواطنين والمستخدمين، مع تقليل العبء على إنفاذ القانون.

وأوضح سابك أن التقنيات المشتقة من الذكاء الاصطناعي أصبحت خيارا استراتيجيا وضرورة حيوية لدعم منظومة اتخاذ القرار وتنفيذ المهام في الميدان، والتي تتسم بالتعقيد والتدفق الهائل للبيانات. كما أنها تزيد من القدرة على مكافحة التهديدات الناشئة وتحسين جودة عمل الشرطة، وبالتالي ضمان بيئة معيشية آمنة ومأمونة.

وأشار إلى أن الفرق الفنية التابعة للمديرية العامة للأمن الوطني تجري أبحاثا متواصلة لتطوير حلول تكنولوجية فعالة. لقد أثبت تطور خوارزميات الذكاء الاصطناعي، وخاصة تلك القائمة على الرؤية الحاسوبية، إمكاناتها الكبيرة. تسمح هذه الأنظمة بتحليل متقدم للبيانات التي تم جمعها بواسطة أجهزة استشعار مختلفة، وتقدم وجهات نظر جديدة لفهم البيئة، وتثبت أنها مفيدة بشكل خاص لخدمات الأمن والشرطة.

وفي أعقاب ذلك، سلط المتحدث باسم المديرية العامة للأمن الوطني الضوء على الاستخدام المتقدم لأنظمة SMART LPR التي تستغل الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات من كاميرات المراقبة في مدن مثل الدار البيضاء ومراكش. تعمل على تحسين إدارة حركة المرور وتحديد الطرق المزدحمة وتوفير معلومات عن المركبات. تعمل هذه التقنية، من خلال أتمتة جمع البيانات وتحليلها، على تسهيل اتخاذ القرارات السريعة والفعالة للعمليات الأمنية. بالإضافة إلى ذلك، فهو يساعد على منع الاختناقات المرورية، والكشف عن المركبات المسروقة والإبلاغ عن السلوك المشبوه، وبالتالي تعزيز السلامة العامة مع تحسين موارد الشرطة.

وكشف سابك أن الأمن الوطني قام بتطوير برنامج SMART-IJ، وهو نظام مبتكر يستخدم الذكاء الاصطناعي للتعرف على الوجه، مما يتيح التعرف على المشتبه بهم من خلال مقارنة صورهم مع تلك الموجودة في قاعدة البيانات المركزية. ويهدف هذا الجهاز بشكل خاص إلى الكشف عن الأشخاص المطلوبين في أماكن مثل المطارات والملاعب.

وأشار أيضًا إلى نظام المعلومات الجغرافية، الذي يعمل على تحسين الإدارة التشغيلية لتدخلات الشرطة من خلال عرض البيانات المختلفة على الخريطة الجغرافية المكانية. تسهل هذه التقنية تتبع عمليات نشر فرق الأمن والدوريات والبنية التحتية الحيوية.

بفضل أكثر من 800 جهاز تتبع مدمج في مركبات الدورية، يمكن لمراكز القيادة تتبع موقع الوحدات على الأرض في الوقت الفعلي. وسيتم قريباً ربط هذا النظام بشبكة اتصالات TETRA، مما سيسمح بتحديد الموقع الجغرافي الفوري لأجهزة الراديو المحمولة التابعة للشرطة، وبالتالي زيادة الكفاءة التشغيلية.

وفيما يتعلق بالأمن السيبراني، أوضح المتحدث أن فرق الأمن الوطني تعمل على دمج الذكاء الاصطناعي في أنظمة المراقبة الخاصة بها، وبالتالي تحسين اكتشاف التهديدات وتحييدها. ومن الضروري تطوير نظام استجابة وطني شامل يقيم المخاطر المرتبطة بالذكاء الاصطناعي ويحدد آليات مكافحة الاستخدامات الإجرامية، التي تتطلب موارد تكنولوجية ومهارات عالية المستوى.

وفي مواجهة التهديدات السيبرانية والتزييف العميق، نفذت الخدمات المغربية نماذج محاكاة لتحييد الهجمات، مع مراقبة نشر المعلومات الكاذبة للحفاظ على النظام العام. يكافح الأمن القومي، بخبرته الواسعة، الاستخدام الاحتيالي لروبوتات الدردشة للتأثير على الرأي العام.

وفي ختام مقاله، أكد سابك أن المديرية العامة للأمن الوطني تعمل على تعزيز ثقافة الوعي التكنولوجي بين وكلائها، مشددا على أهمية التعاون الوثيق بين البشر والذكاء الاصطناعي من أجل ظهور أنظمة مبتكرة تتكيف مع الواقع الأمني الجديد.

تعليقات الزوار