
التفاوض كإدارة مخاطر: عراقجي وأسلوب التفاوض الإيراني

العراق يواجه التطرف الالكتروني: معركة جديدة بعد داعش

المغرب تدمج الذكاء الاصطناعي لمواجهة التحديات الأمنية

مجموعة أوراسيا تتوقع أبرز المخاطر الجيوسياسية لعام 2025

تقرير المخاطر العالمية 2024

بقلم: جينيفر بوست
تشير التوترات السياسية المتصاعدة، وتغيّرات السياسات الحكومية، والتحوّلات التكنولوجية الجديدة، إلى وجود مخاوف متزايدة بين الخبراء بشأن واقع ومستقبل السلطة العالمية.
وفي ظل هذا المشهد السياسي غير المستقر، قدّمت شركة "مجموعة أوراسيا" للاستشارات في المخاطر السياسية تقريرها السنوي "أبرز المخاطر لعام 2025"، والذي يتضمن عدة توقعات رئيسية بشأن المخاطر الجيوسياسية والاقتصادية خلال العام الجاري.
العلاقات الأميركية-الصينية قد تهدد التوسع الاقتصادي العالمي
كانت الأسواق العالمية تأمل في نمو اقتصادي خلال عام 2025، لكن النزاع الجمركي المتواصل بين أكبر اقتصادين في العالم يهدد هذا الهدف. ففي مطلع فبراير، زاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الرسوم الجمركية على الواردات الصينية بنسبة 10%، وردت الصين بفرض رسوم بنسبة 15% على الفحم والغاز الطبيعي المسال، و10% على النفط الخام، والمعدات الزراعية، والسيارات ذات المحركات الكبيرة القادمة من الولايات المتحدة.
يتوقع التقرير أن "لا الصين ولا الولايات المتحدة تسعيان إلى أزمة هذا العام، حيث يحاول قادة البلدين التركيز على القضايا الداخلية. يواجه الرئيس الصيني شي جينبينغ تحديات اقتصادية خطيرة، ومخاوف متزايدة بشأن الاستقرار الاجتماعي، وجيشاً يعاني من التخبّط، فيما لا يرغب ترامب في التسبب بانهيار في سوق الأسهم المحلي، ويودّ التوصل إلى صفقة يمكنه تسويقها كنجاح سياسي".
وأشار التقرير إلى أن الاضطرابات الناتجة عن الرسوم الجمركية لا تقتصر على الصين وأميركا فقط، إذ أن "مزيج السياسات الذي يتبعه ترامب سيؤدي إلى تقوية الدولار الأميركي، وإبقاء أسعار الفائدة مرتفعة، مما يزيد الضغط على بقية دول العالم في وقت هي أقل قدرة على تحمله. ومع ارتفاع تكلفة الواردات وهروب رؤوس الأموال من الأسواق الناشئة، ستواجه البنوك المركزية خيارًا صعبًا: رفع الفائدة للدفاع عن العملات على حساب النمو، أو خفضها لدعم النمو مع التسبب بتضخم أعلى".
سياسات ترامب قد تقوّض الاقتصاد القوي الذي ورثه
يبدو أن الاقتصاد الأميركي حالياً في وضع جيد، إذ تجاوز الإنتاج مستويات ما قبل الجائحة، والبطالة منخفضة، والتضخم يسير نحو هدف الاحتياطي الفيدرالي عند 2%. لكن أجندة ترامب في ملف الهجرة تتضمن إعادة برامج قد تؤدي إلى ترحيل نحو 3.5 مليون شخص خلال ولايته.
وقالت مجموعة أوراسيا: "الانخفاض في الهجرة غير الشرعية والترحيل الجماعي سيقلص حجم القوى العاملة، ويرفع الأجور والأسعار، ويخفض من القدرة الإنتاجية للاقتصاد". وستتضرر بشدة القطاعات المعتمدة على العمالة المهاجرة، مثل الزراعة والبناء والضيافة، في ظل تناقص أعداد العمال.
وأضاف التقرير أن السياسات الأخرى مثل إلغاء القيود التنظيمية وتخفيض الضرائب قد توفر نموًا مؤقتًا، لكنها لن تعوّض آثار السياسات الجمركية والهجرة. وقال التقرير: "الدمج بين العجز المرتفع، وضغوط التضخم، وتقلص القوى العاملة سيدفع الاحتياطي الفيدرالي للإبقاء على أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول، مما يقوي الدولار ويحد من نمو الاقتصاد الأميركي".
روسيا ستركز على الحرب
توقعت "أوراسيا غروب" أن تستمر روسيا خلال 2025 في انتهاج سياسات تُضعف النظام العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة، وتتخذ خطوات عدائية ضد الدول الأوروبية الداعمة لسياسات مناهضة لها. ورغم توقع وقف إطلاق النار في حربها على أوكرانيا، إلا أن ذلك لا يعني اتفاق سلام، إذ قد تستمر روسيا في المطالبة بتنازلات إقليمية.
وجاء في التقرير: "بعد توقف القتال، ستكون روسيا في موقع أقوى نسبيًا تجاه كل من أوكرانيا والناتو، بعدما حققت بعض أهدافها الإقليمية على الأقل. ولكن الدول الأوروبية وروسيا ستستمر في سياسات عدائية دبلوماسية وأمنية متبادلة، مدركة أن اتفاق السلام بعيد، وأن وقف إطلاق النار هش وقد لا يدوم".
ومن المرجح أن تواصل روسيا التدخل في سياسات الدول التي تعتبرها خصوماً، باستخدام أدوات مثل الهجمات السيبرانية، والتأثير على نتائج الانتخابات، ومحاولات الإحراق والاغتيال. كما قد تتلاعب بأنظمة GPS في المطارات وتستخدم منصة "تلغرام" لنشر الرواية الروسية بين مواطني دول أوروبية بهدف زعزعة ثقتهم بحكوماتهم.
وأكد التقرير أن روسيا ستعزز علاقاتها مع إيران وكوريا الشمالية. وقالت المجموعة: "موسكو بحاجة إلى السلاح والجنود لمواصلة الحرب قبل وقف إطلاق النار، وإعادة التسلّح بعده، وفي المقابل ستزوّد كلا البلدين بتكنولوجيا عسكرية متقدمة تزيد من قدرتهما على زعزعة الاستقرار الجيوسياسي".
استمرار التوتر بين إيران وإسرائيل
منذ هجمات 7 أكتوبر 2023، تدهور موقع إيران الجيوسياسي، خصوصاً بعد هزيمة حماس، والقضاء شبه الكامل على حزب الله، وسقوط نظام الأسد في سوريا. رغم ذلك، ما زالت إيران تمتلك صواريخ وطائرات مسيّرة، وإن كانت قدرتها محدودة ضد إسرائيل.
وأشار التقرير إلى أن إيران "باتت دولة على عتبة امتلاك سلاح نووي، وقادرة على تصنيع القنبلة خلال ستة أشهر، وإن كانت تحتاج إلى سنة إضافية لتطوير رأس نووي يصلح للتركيب على صاروخ". لكن أي خطوة نحو تصنيع القنبلة ستُكتشف سريعاً، وستدفع إلى ردود أميركية وإسرائيلية استباقية.
وبالنسبة لإسرائيل، فإن ضعف إيران يمثل فرصة. وقال التقرير إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بات أكثر ثقة بعد نجاحات عسكرية خلال العام الماضي، ويتمتع بشعبية داخلية مرتفعة.
"إسرائيل تتوق لضرب إيران في الوقت المناسب، لكنها تفتقر إلى السلاح الكافي لتدمير منشآتها النووية المحصنة تحت الأرض"، بحسب التقرير. وقد يدفع هذا الطموح ترامب وفريقه المتشدد إلى دعم إسرائيل لتنفيذ ضربة قد تغير النظام الإيراني، وهو ما قد يعزز موقف نتنياهو سياسياً.
وحذّر التقرير من أن تهديد النظام الإيراني من الداخل قد يدفعه إلى تصعيد خارجي لصرف الانتباه، وربما اتخاذ قرار نهائي ببناء القنبلة النووية كخيار أخير للردع، في حال فشلت المساعي الدبلوماسية مع الولايات المتحدة والغرب.
نمو الذكاء الاصطناعي دون ضوابط يؤدي إلى الغموض
أشارت مجموعة أوراسيا إلى أن تنظيم الذكاء الاصطناعي قد يصبح أكثر ضعفاً، بعد أن ألغى الرئيس ترامب سياسات بايدن السابقة التي وضعت ضوابط حكومية على استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي المتحيزة بحسب الجنس أو العرق أو الإعاقة.
وبحسب بيان للبيت الأبيض، دعا ترامب الوكالات الحكومية إلى "مراجعة أو إلغاء جميع السياسات والتوجيهات التي أُقرت بموجب أمر بايدن والمتعارضة مع تعزيز القيادة الأميركية في الذكاء الاصطناعي".
وأضاف التقرير أن إدارة ترامب ستمنح سلطة أكبر لشخصيات مثل ديفيد ساكس وبيتر ثيل ومارك أندريسن، الذين يرون أن ضوابط الذكاء الاصطناعي هي "استيقاظ سياسي" تعيق التفوق الأميركي في التنافس مع الصين. ومع غياب تنظيم فدرالي موحد، سيؤدي تعدد قوانين الولايات المختلفة إلى خلق ارتباك قانوني أمام الشركات العاملة في أكثر من ولاية.
تعليقات الزوار