صراع جيوسياسي وتوترات تجارية تهدد صفقة إنفيديا مع الإمارات

في ظل توترات متصاعدة بين واشنطن وأبوظبي، تواجه صفقة كبيرة بين شركة إنفيديا الأمريكية والحكومة الإماراتية مخاطر جيوسياسية قد تعيد تشكيل مستقبل سوق رقائق الذكاء الاصطناعي (AI) وتأثير ذلك على قيمة سهم الشركة.

ما هي الصفقة ولماذا هي مهمة؟

تتضمن الصفقة المقترحة منذ عام 2025، السماح للإمارات بشراء ما يصل إلى 500,000 من رقائق إنفيديا المتقدمة H100 سنوياً، بقيمة تصل إلى 12.5 مليار دولار سنويًا، في إطار خطة لتعزيز البنية التحتية للذكاء الاصطناعي في الخليج. لكن التوترات السياسية تعرقل إتمام الصفقة بسبب المخاوف الأمريكية من أن شركة G42 الإماراتية المرتبطة بالصين قد تستخدم هذه الرقائق لصالح بكين.

مخاوف الأمن القومي وأثرها على إنفيديا

تخشى السلطات الأمريكية أن تؤدي هذه الصفقة إلى تحويل التكنولوجيا المتطورة إلى الصين، مما يعزز قدراتها في مجال الذكاء الاصطناعي ويدعم قوتها العسكرية، خاصة في ظل قيود سابقة فرضتها وزارة التجارة على بيع رقاقة H20 للصين في 2025، التي كبدت إنفيديا خسائر مالية تجاوزت 4.5 مليار دولار وتراجع حصة الشركة في السوق الصيني بنسبة 50%.

مع ذلك، رفع الحظر السابق على الصين بعد لقاء سري بين الرئيس ترامب والرئيس التنفيذي لإنفيديا جينسن هوانغ أدى إلى تعافي الأسهم وتحقيق مكاسب كبيرة، وهو ما قد يتكرر في صفقة الإمارات، رغم المخاطر الأكبر في ظل الحساسيات السياسية الإقليمية.

انعكاسات الصفقة على قيمة سهم إنفيديا

يشير محللون إلى أن إتمام الصفقة مع الإمارات قد يُعيد إحياء إيرادات إنفيديا في المنطقة، ويحقق انتعاشًا للسهم الذي يتداول حاليًا بمتوسط سعر مستهدف 182.53 دولارًا، ما يعني فرصة صعود بنسبة 6.5%، بينما تتوقع بعض السيناريوهات الصعود بأكثر من 60%.

أما في حال تأخر الصفقة أو إلغائها، فقد تستفيد منافسات مثل هواوي لتوسيع نفوذها في السوق الخليجي، مما يهدد الحصة السوقية لإنفيديا ويضعف ثقة المستثمرين.

استراتيجيات واستشرافات للمستثمرين

المستثمرون مدعوون إلى تقييم التوازن بين المخاطر الجيوسياسية قصيرة المدى وفرص النمو في قطاع الذكاء الاصطناعي طويل الأمد. رغم تعقيد المشهد، يظل توسيع مصادر الإيرادات خارج المبيعات المباشرة للرقائق، مثل حلول البرمجيات ومنصة Omniverse، عاملاً مخففاً للمخاطر.

كما تستمر الولايات المتحدة في تشديد قيود التصدير عالمياً، وهو ما قد يقيد المنافسة ويخلق بيئة أكثر استقرارًا لصانعي الرقائق الأمريكيين.

بين الحذر والفرص

ستحدد القرارات السياسية القادمة، وربما قرار ترامب النهائي المتوقع في نهاية 2025، مستقبل هذه الصفقة وتأثيرها على سوق الذكاء الاصطناعي العالمي. إذ إن الصفقة لا تعكس فقط تبادلاً تجارياً، بل تمثل اختباراً لكيفية إدارة واشنطن لصراع التكنولوجيا البارد مع الصين وحلفائها.

في النهاية، نجاح أو فشل هذه الصفقة قد يعيد رسم خارطة الابتكار والهيمنة التكنولوجية العالمية، بينما يستمر المستثمرون في مراقبة التطورات عن كثب.

تعليقات الزوار