المقدمة:
يشكل "العقل البارد" مبدأً جوهريًا في التفكير السياسي والإداري، لا سيما في بيئات الأزمات والفوضى، حيث تتطلب صناعة القرار الحكمة والتروّي والابتعاد عن الانفعالات اللحظية. تعكس تجربة العراق الراهنة تحديات تتعلق بضعف النضج السياسي، وغياب ثقافة العقلانية في اتخاذ القرارات، ما يؤثر على الأمن القومي والاستقرار الداخلي. تستند هذه المقالة إلى إطار نظري يجمع بين مفاهيم النضج السياسي ونظريات صنع القرار العقلاني، مستندة إلى تجارب محلية ودولية، مع تحليل واقع العراق، وتقديم توصيات عملية لتعزيز قدرة الدولة على مواجهة الأزمات من خلال "العقل البارد".
في زمن يتّسم بالفوضى، والانفعالات السريعة، وقرارات اللحظة، يبرز "العقل البارد" بوصفه أداة نادرة لكنها بالغة الأهمية في إدارة الأزمات وصناعة القرار. ليس العقل البارد هو العقل البارد عاطفياً فحسب، بل هو منهج في التفكير يُقاوم ردود الفعل السطحية، ويختار الهدوء العميق والروية أمام الانفعالات الجارفة.
وقد كتب المفكر الفرنسي ريمون آرون ذات مرة: "السياسي الناجح هو من يظل محافظاً على عقله البارد في لحظة غليان الجماهير".
يُعدّ المفكر والدبلوماسي الأمريكي هنري كيسنجر (1923–2023) أحد أبرز من جسّدوا مفهوم "العقل البارد" في السياسة الدولية، حيث بُنيت نظرياته على قاعدة بسيطة: "السياسة ليست امتدادًا للعاطفة، بل إدارة دقيقة لموازين القوة."
كيسنجر كان يُحذّر من الوقوع في أسر "الأخلاق العاطفية" عند اتخاذ القرارات الكبرى، ويؤمن أن القائد الناجح هو من:
• يقرأ الخطر قبل أن يتحوّل إلى كارثة.
• يوازن بين القيم والمصالح.
• يتحكم بالتوقيت كأداة استراتيجية.
في مذكراته، كتب كيسنجر: "لا تنجرف في تيار الأحداث... من لا يتحكم بالسياق، ستتحكم به الظروف."
وقد وصف الحروب بأنها أحيانًا نتيجة انفعالات سياسية فشلت في احتواء التوتر، وليست نتيجة اختلافات موضوعية، لذلك كان يعتبر أن مهمة الدبلوماسي أو القائد الاستراتيجي هي التحكم في "درجة حرارة القرار" قبل اتخاذه. ما يُثير الاهتمام هو تشابه هذه الرؤية مع ما ورد عن الإمام علي عليه السلام حين قال: "رُبّ رأي فرّق جماعة، ورُبّ سكوت جلب سلامة" – نهج البلاغة. وهذا يُظهر أن "العقل البارد" ليس مفهوماً غربياً صرفاً، بل هو قيمة إنسانية عالية، راسخة في تراث الحكماء.
في عالم يزداد اضطرابًا، وتضج ساحاته السياسية والإعلامية بردود الأفعال السريعة، يصبح امتلاك "العقل البارد" ضرورة استراتيجية. لا يُقصد بالعقل البارد غياب المشاعر، بل هو القدرة على التفكير المتّزن في خضم الضجيج والانفعال، والتصرف انطلاقًا من المصلحة الوطنية لا من ردّ الفعل اللحظي.
وقد عبّر عن ذلك بعمق المفكر الأمريكي هنري كيسنجر حين قال: "الزعامة الحقيقية لا تُقاس بالخطابة، بل بالقدرة على اتخاذ القرارات الصعبة في اللحظة الباردة."
[Kissinger, World Order, 2014] في العراق، حيث تتسارع الأزمات السياسية والاجتماعية، ويكثر الحديث عن “المواقف البطولية” و”الرد السريع”، تظهر الحاجة إلى العقل البارد ليس فقط لدى السياسيين، بل في ثقافة المجتمع، وفي بنية مؤسسات الدولة.
النضج السياسي والعقل البارد: إطار نظري وتحليل
يُعرف النضج السياسي بأنه قدرة الأفراد والمؤسسات على التعامل مع الأزمات السياسية بحكمة وفعالية، عبر استخدام التفكير العقلاني المنضبط، وإدارة الانفعالات، وتحمل المسؤولية. ويعتبر "العقل البارد" جوهر هذه القدرة، إذ يرتبط ارتباطًا وثيقًا بنظرية صنع القرار العقلاني التي تؤكد على اتخاذ القرار بناءً على تحليل موضوعي للحقائق، وتقييم متزن للخيارات، والتخطيط الاستراتيجي بعيد المدى (Simon, 1957; Janis, 1982).
يؤكد هنري كيسنجر (1994) في الدبلوماسية على أن السياسة يجب أن تُمارس بواقعية تتسم بالهدوء والتروي، مضيفًا أن الفشل في السيطرة على الانفعالات السياسية قد يؤدي إلى نتائج كارثية. كما يدعم هذا المفهوم التراث الإسلامي الحكيم، حيث يقول الإمام علي عليه السلام في نهج البلاغة:
"ولا يكن أهلك الذين إذا غضبوا استطاروا، وإذا رضوا أسرفوا، ولكن خذ الأمور بقوة الحلم والعدل" (نهج البلاغة، رسالة 53).
وفي ضوء فلسفة الحكمة المتعالية، يوضح صدوقي أن الحكمة الحقيقية ترتكز على توازن العقل والعاطفة، وعدم الانزلاق في المبالغة أو التقليل من شأن المشاعر. في كتابه الحكمة المتعالية، يؤكد أن: "العقل لا يكتمل إلا بترويض العاطفة، والعاطفة لا تستقيم إلا بتوجيه العقل، وهما معًا يشكلان قاعدة الحكم الصائب." (صدوقي، الحكمة المتعالية, 1998).
هذا التوازن هو جوهر "العقل البارد"، الذي لا ينكر الحضور الإنساني للعاطفة، لكنه يجعلها أداة في خدمة القرار لا عائقًا أمامه. وهذا يعزز رؤية النضج السياسي التي تجمع بين الصلابة والمرونة، بين العقلانية والرحمة، بين الحزم والحكمة.
تحليل الواقع العراقي
تشير بيانات الجهاز المركزي للإحصاء العراقي (2024) إلى ارتفاع نسبة البطالة إلى 16.1%، وعيش أكثر من 25% من السكان تحت خط الفقر، مما يفاقم الشعور بالخذلان ويزيد من معدلات الانفعال السياسي والاجتماعي. إضافة إلى ذلك، يعاني العراق من معدلات فساد مرتفعة، حيث جاء في تقرير منظمة الشفافية الدولية لعام 2024 أن العراق يحتل المرتبة 154 من أصل 180 في مؤشر مدركات الفساد.
ويعبر سماحة السيد علي السيستاني عن هذه الأزمة في الثقة قائلاً في خطبته بتاريخ 4 تشرين الأول 2019: "إن الشعب لم يعد يثق بوعود المسؤولين، ولا يرى تحسناً في الواقع المعيشي."
هذا الواقع يعكس غياباً واضحاً للنضج السياسي، وصعوبة ممارسة العقل البارد على مستوى صنع القرار أو حتى على مستوى الرأي العام.
وقد قال الإمام علي (عليه السلام): ولا يكن أهلك الذين إذا غضبوا استطاروا، وإذا رضوا أسرفوا، ولكن خذ الأمور بقوة الحلم والعدل" نهج البلاغة، كتاب رقم 53] العقل البارد هو سمة الناضج سياسيًا. هو من لا يرد على الخصم بـ"رد أقوى"، بل بـ"تصرف أذكى"، لأنه يدرك أن المعركة الحقيقية ليست لحظة الانفعال، بل ما يليها من نتائج وارتدادات.
وقد كتب كيسنجر أيضاً: "السياسة الخارجية ليست انعكاسًا لعواطف الداخل، بل هي تفاعل دقيق بين القوة والمصلحة" (Kissinger, Diplomacy, 1994)
ما هو "العقل البارد"؟
العقل البارد ليس عقلًا جامدًا، ولا متجردًا من العاطفة الإنسانية، بل هو عقل:
• يتريث قبل إصدار الأحكام.
• يوازن بين المعطيات والنتائج.
• يضع الانفعال في موضعه الصحيح دون أن يُلغيه، لكنه لا يسمح له بقيادة القرار.
العقل البارد = العاطفة المنضبطة + التحليل العميق + الوعي الزمني.
✦ أهمية العقل البارد في البيئة العراقية
في العراق، حيث تتداخل السياسة بالطائفة، والانتماء بالحسابات الفئوية، وتُصاغ القرارات غالباً في لحظة غضب شعبي أو ضغط حزبي، يصبح "العقل البارد" ضرورة استراتيجية لا رفاهية شخصية.
• عند انفجار أزمة سياسية، من الذي يمتلك الهدوء الكافي ليرى ما بعد 3 أشهر، لا ما بعد 3 ساعات؟
• حينما يرتفع صوت الشارع، من يقف ليوازن بين الاستجابة العادلة ومنع الانفلات؟
إن من يفتقر إلى العقل البارد، يُعيد إنتاج الأزمة بصيغة جديدة، ويخسر معركة التوقيت، حتى لو بدا صوته هو الأعلى.
لماذا نحتاج إلى العقل البارد الآن؟
1. تحجيم الانفعالات السياسية والاجتماعية: الانفعال المتزايد يؤدي إلى قرارات متسرعة، وقد ينذر بتصعيد أزمات سياسية أو اجتماعية يصعب السيطرة عليها.
2. استعادة الثقة بالمؤسسات: لا يمكن بناء الثقة إلا من خلال قرارات مدروسة تحقق نتائج ملموسة ومستدامة.
3. تعزيز الاستقرار الداخلي: القرارات المتزنة تساعد على احتواء التوترات الطائفية والإقليمية، وتمنع تدخلات خارجية تضر بسيادة البلاد.
4. تأهيل القادة والمواطنين: رفع مستوى الوعي السياسي والاجتماعي نحو ممارسة مسؤولية التفكير العقلاني يعزز ديمقراطية ناضجة ومستقرة.
5. لأن الانفعال أصبح ثقافة سياسية في ظل الضغوط الشعبية والإعلامية، صار السياسي يفضّل الرد السريع على التفكير العميق، ما يؤدي إلى أخطاء كارثية في توقيت القرار أو أسلوبه.
6. لأن الثقة بالدولة في تراجع كما أشار السيد السيستاني في خطبة 4 تشرين الأول 2019: "إن الشعب لم يعد يثق بوعود المسؤولين، ولا يرى تحسناً في الواقع المعيشي."
ولا يمكن استعادة هذه الثقة بإعلانات متسرعة، بل بعقل بارد يُدير الأزمات بحكمة وواقعية.
7. لأن القرارات الحاسمة تتطلب هدوءًا لا صراخًا
التحولات الكبرى لا تصنعها ردود الأفعال، بل الرؤية البعيدة والمواقف المتروّية، خاصة في قضايا الأمن، الاقتصاد، والسيادة الوطنية.
8. لأن البديل هو الانهيار الداخلي من لا يُحسن إدارة التوترات بعقل بارد، سيفتح الباب أمام الانقسام، والعنف، وربما التدخل الخارجي، كما حدث في عدد من الدول المجاورة.
تطبيقات العقل البارد في ادارة الازمات
1. في القيادة السياسية: القائد البارد لا يعني القائد الضعيف، بل الذي يعرف متى يتحرك، ومتى ينتظر، ومتى يصمت، ومتى يضرب. قال الإمام علي عليه السلام: "إنّ الأمور إذا اشتبهت عليكم فانظروا إلى عواقبها" – نهج البلاغة.
2. في الاقتصاد حين تعصف الأزمات بالأسواق، يكون رجل الاقتصاد بعقله البارد هو من يشتري حين يخاف الناس، ويبيع حين يطمعون.
3. في الإدارة العامة مدير "العقل البارد" لا يُصدر قرارات لمجرد الظهور، بل يُدير الأزمة بعين على النتائج، وأخرى على التبعات غير المرئية.
✦ مخاطر غياب العقل البارد
• تصعيد سياسي لا يمكن احتواؤه.
• قرارات شعبوية تؤدي إلى انهيار مؤسساتي.
• خسارة الثقة العامة بسبب انفعالات غير محسوبة.
• فتح الباب أمام التدخلات الخارجية بذريعة الفوضى.
وقد قال رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل: السياسي الذي يُقرر بناءً على ضجيج الناس، لا يختلف كثيرًا عن من يقود سيارة وهو ينظر فقط إلى المرآة الجانبية".
كيف نُدرّب الأفراد والمؤسسات على "العقل البارد"؟
• برامج إعداد القيادات يجب أن تشتمل على دروس في إدارة الذات والتحكم بالاستجابة العاطفية.
• إعادة بناء الإعلام الوطني لتقليل التحريض الانفعالي، وتعزيز النقاش الهادئ.
• إشاعة ثقافة التقييم المرحلي للقرارات، لا الانسياق وراء ردود الفعل المباشرة.
مناقشة نقدية
مع أهمية العقل البارد، هناك بعض الانتقادات التي يجب مراعاتها:
• قد يُفسر العقل البارد أحيانًا على أنه برود أو انفصال عن المشاعر، مما قد يُفقد القادة القدرة على التواصل الإنساني الضروري.
• في بعض الحالات، التروي والتفكير العميق قد يؤدي إلى تأخير اتخاذ القرار، خصوصًا في أزمات تحتاج إلى سرعة استجابة.
• يتطلب بناء ثقافة العقل البارد وقتًا طويلًا وتغييرًا في النظم التعليمية والثقافية، مما يجعل تطبيقه تحديًا في الواقع العراقي المعقد.
مثال توضيحي: أزمة تشكيل الحكومة العراقية بعد انتخابات 2021
شهد العراق بعد انتخابات تشرين الأول (أكتوبر) 2021 أزمة سياسية معقدة استغرقت أكثر من ثمانية أشهر لتشكيل حكومة جديدة. هذه الأزمة كانت نموذجًا عمليًا صارخًا يُظهر مدى أهمية "العقل البارد" و"النضج السياسي" في إدارة الأزمات الوطنية.
مظاهر غياب العقل البارد
• التصعيد الخطابي والانفعالي: شهدت الفترة تصريحات حادة بين الكتل السياسية، اتهامات متبادلة، وتوترات طائفية ومناطقية. غالبًا ما اتسمت المواقف بردود أفعال مبنية على غضب أو حساسية فئوية أكثر منها على رؤية استراتيجية.
• تأجيل القرار بسبب المزايدات: بعض الأطراف السياسية فضّلت تأجيل التوافق أو اتخاذ مواقف مبدئية متشددة لكسب المزيد من المكاسب السياسية على حساب المصلحة الوطنية.
• تراجع ثقة الجمهور: تأخّر تشكيل الحكومة أدى إلى إحباط شعبي واسع، حيث شعر المواطنون بعدم جدية السياسيين في حل مشاكل البلاد المتراكمة.
تجليات النضج السياسي والعقل البارد
• التفاوض الهادئ والمرن: في المراحل الأخيرة، برزت جهود بعض القيادات السياسية التي اتبعت عقلية أكثر تروّيًا، وابتعدت عن الخطاب التصعيدي، مع التركيز على الحوار البناء والتنازلات المدروسة.
• التركيز على المصلحة الوطنية: تحوّلت بعض المجموعات من منطق المحاصصة والانفعال إلى منطق المشاركة الوطنية، مما ساعد على تجاوز الخلافات الأولية.
• الالتزام بعملية صنع القرار المتدرّجة: بدلاً من محاولات فرض حلول فورية ومثالية، اعتمدت الأطراف أسلوب المفاوضات المرحلية التي تراعي الفروق السياسية والاجتماعية وتضمن قبولًا واسعًا.
النتائج والدروس المستفادة
تم في نهاية المطاف تشكيل حكومة وحدة وطنية قادرة على مواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية. لقد أظهرت هذه الأزمة أن:
• غياب العقل البارد يؤدي إلى تأجيل الأزمات وتعميقها، مما يهدد استقرار الدولة.
• المواقف المدروسة والمتزنة، رغم بطئها أحيانًا، تعطي فرصًا أكبر لتحقيق حلول مستدامة.
• النضج السياسي لا يعني التنازل عن المبادئ، بل القدرة على إدارة الخلافات بذكاء ومسؤولية.
التوصيات العملية
1. إدخال برامج تدريبية للقيادات السياسية والإدارية على مهارات إدارة الانفعالات، وصنع القرار العقلاني.
2. تعزيز الإعلام الهادئ والمسؤول الذي يحد من التحريض ويشجع الحوار العقلاني.
3. دعم مؤسسات المجتمع المدني لتكون منبرا لتوعية المواطنين بأهمية العقل البارد والنضج السياسي.
4. تحديث المناهج التعليمية لتشمل مفاهيم التفكير النقدي، والوعي السياسي، وإدارة الأزمات.
5. إنشاء آليات تقييم دورية لصنع القرار السياسي، تضمن مراجعة موضوعية للقرارات وتأثيراتها.
الخاتمة :
في بيئة معقدة كالبيئة العراقية، يشكل العقل البارد عاملًا حاسمًا في تحويل الأزمات إلى فرص، وفي الحفاظ على الأمن والاستقرار. إن استثمار العراق في تنمية ثقافة النضج السياسي والعقل البارد ليس رفاهية، بل ضرورة لضمان مستقبل آمن ومزدهر. العقل البارد ليس سمة نادرة في القادة الكبار فحسب، بل هو ضرورة في كل مفصل من مفاصل الدولة، وفي كل لحظة من لحظات التحول. في العراق، آن الأوان للانتقال من سياسة الانفعال إلى فن الاتزان، ومن ردود الأفعال إلى صناعة الفُرص.
وهذا لا يمكن تحقيقه إلا عبر ترسيخ ثقافة "العقل البارد" في التعليم، والإعلام، ومراكز صنع القرار.
المصادر
• كيسنجر، هنري. (1994. (الدبلوماسية. نيويورك: سايمون وشوستر.
• كيسنجر، هنري. (2014). النظام العالمي. لندن: بنغوين.
• الإمام علي (عليه السلام) نهج البلاغة. رسالة 53.
• السيد علي السيستاني. (2019). خطبة الجمعة، العتبة الحسينية.
• منظمة الشفافية الدولية. (2024). مؤشر مدركات الفساد.
• الجهاز المركزي للإحصاء العراقي. (2024). تقرير البطالة والفقر.
• Simon, H. A. (1957). Models of Man: Social and Rational. Wiley.
• Janis, I. L. (1982). Groupthink: Psychological Studies of Policy Decisions and Fiascoes. Houghton Mifflin.
بقلم: أ.م. د فادي حسن جابر
تعليقات الزوار