المخاطر الأمنية من الأجسام بين النجمية

أثار تقرير علمي جديد تساؤلات جدية حول المخاطر الأمنية المحتملة القادمة من الفضاء السحيق، وتحديدًا من الأجسام بين النجمية التي تعبر النظام الشمسي. التقرير الصادر عن مؤسسة RAND الأمريكية المرموقة، يسلّط الضوء على التحديات والتهديدات التي قد تنجم عن هذه الأجسام، في ظل تطور التكنولوجيا الفضائية والاستخدام المزدوج للمعرفة الفلكية.

ووفقاً للتقرير، فإن الأجسام بين النجمية – مثل الكويكب "أومواموا" الذي رُصد لأول مرة في عام 2017 – قد تكون ذات أصول طبيعية أو صناعية، ما يفتح الباب أمام افتراضات غير تقليدية تشمل احتمالية استخدامها كمنصات للمراقبة أو الاستطلاع من قبل حضارات ذكية مجهولة، أو حتى كسلاح مستتر.

ويشير الباحثون إلى أن بعض هذه الأجسام تسير بسرعات استثنائية، وقد تمتلك خصائص لا تتطابق تمامًا مع النماذج الطبيعية المعروفة، مما يفرض على المجتمع العلمي والاستخباري الدولي تطوير آليات إنذار مبكر لرصد هذه الكيانات، وتحليل بنيتها وحركتها.

تقاطع الأمن القومي والفضاء العميق

يحذر التقرير من أن تجاهل هذه الظاهرة قد يحمل مخاطر استراتيجية، خاصة إذا ما تبيّن أن بعض الأجسام تم توجيهها عمدًا نحو النظام الشمسي. كما يدعو إلى تعزيز التعاون الدولي في مجال مراقبة الفضاء، وتوسيع قدرات الرصد والتصنيف للأجسام الغامضة العابرة للفضاء بين النجمي.

ومن ضمن السيناريوهات المطروحة، إمكانية أن تحمل هذه الأجسام أجهزة استشعار متقدمة أو تكنولوجيا ملاحية غير معروفة، وهو ما يتطلب إشراك الأجهزة الأمنية والدفاعية، إلى جانب المؤسسات العلمية، في وضع بروتوكولات للتعامل مع "زوار محتملين" من خارج النظام الشمسي.

التكنولوجيا المزدوجة و"العدو المجهول"

ويضيف التقرير أن التطور السريع في تقنيات الفضاء، لا سيما لدى القوى الكبرى، قد يتيح يومًا ما توجيه أجسام من الفضاء العميق نحو الأرض لأغراض عسكرية أو تجسسية، مما يجعل هذا التهديد "غير قابل للاستبعاد". وفي حال تم التأكد من وجود أجسام صناعية بين نجمية، فإن ذلك قد يغيّر بشكل جذري مفهوم الأمن القومي والعالمي.

توصيات التقرير:

تعزيز التمويل الحكومي لمراقبة الأجسام بين النجمية.

دعم بحوث الفرضيات غير التقليدية حول مصادرها ووظائفها.

إنشاء آلية تنسيق بين المؤسسات العلمية والعسكرية لرصد وتحليل التهديدات الفضائية.

اعتبار الأجسام بين النجمية جزءاً من تحليل المخاطر الاستراتيجية المستقبلية.

تعليقات الزوار