أعلنت شركة فوداكوم، أكبر مزوّد لشبكات الهاتف المحمول في جنوب إفريقيا، في تقريرها السنوي للعام المالي 2025، أن "الظروف الاقتصادية غير المستقرة" و"التهديدات السيبرانية" تمثلان أكبر المخاطر التي تهدد أعمالها وإيراداتها.
ووضعت الشركة هذين التهديدين على رأس "خريطة الحرارة للمخاطر" الخاصة بها، حيث صنفتهما على أنهما مرتفعا التأثير وسريعا التأثير، ويمكن أن يؤثرا بشكل مباشر على الإيرادات والأرباح.
أبرز ما جاء في التقرير:
سجلت فوداكوم زيادة بنسبة 10.9% في الإيرادات السنوية، لتصل إلى 152 مليار راند (دون احتساب تقلبات العملة)، مع نمو الأرباح التشغيلية بنسبة 7.8%.
لكن الشركة شددت على أن الاضطرابات الاقتصادية، إضافة إلى السياسات التجارية المتغيرة والتوترات الجيوسياسية، تشكّل خطراً كبيراً على ثقة المستهلكين والشركات، وقد تؤثر على سعر الصرف ومعدلات الفائدة والتضخم خلال أقل من 6 أشهر.
تحذيرات مماثلة من البنك الاحتياطي:
يتوافق تحذير فوداكوم مع ما جاء في تقرير الاستقرار المالي الأول لعام 2025 للبنك الاحتياطي الجنوب إفريقي (SARB)، الذي حذّر من أن حادثاً سيبرانياً واحداً يمكن أن يقوّض الاستقرار المالي للبلاد بأكملها.
كما أشار التقرير إلى أن النمو الاقتصادي الضعيف في جنوب إفريقيا يواجه ضغوطاً إضافية بسبب الحروب التجارية والصراعات في الشرق الأوسط والحرب الروسية-الأوكرانية.
تداعيات عالمية وإفريقية:
حذّر البنك الدولي من احتمال انخفاض النمو الاقتصادي لجنوب إفريقيا بمقدار 1.1 نقطة مئوية نتيجة الحرب التجارية العالمية، فيما قد يشهد اقتصاد أفريقيا جنوب الصحراء تراجعاً بنسبة 0.4 نقطة.
رغم ذلك، حقق اقتصاد جنوب إفريقيا نموًا بنسبة 0.1%، متجاوزاً التوقعات، بينما تتوقع صندوق النقد الدولي نمو الناتج المحلي الإجمالي لإفريقيا جنوب الصحراء بنسبة 3.6% في 2024.
تهديدات سيبرانية متزايدة:
ووصفت فوداكوم التهديدات السيبرانية بأنها ثاني أخطر المخاطر، مشيرة إلى أن الهجمات الإلكترونية قد تعطل الخدمات أو تُعرّض البيانات السرية للخطر، ما قد يؤدي إلى خسائر في الإيرادات وتضرر السمعة وزيادة التكاليف بسبب الاحتيال أو الابتزاز.
استراتيجيات المواجهة:
لمواجهة التحديات الاقتصادية، أوضحت الشركة أنها تعيد باستمرار صياغة عروضها، وتراقب النفقات الرأسمالية عن كثب، وتُفعّل خطط الطوارئ.
في المجال السيبراني، أكدت فوداكوم أنها تعزز إطارها الأمني وتعمل على تطوير برامج مستدامة لجذب وتدريب الكفاءات النادرة في الأمن السيبراني، إلى جانب رفع مهارات القوى العاملة الحالية.
يأتي هذا التحذير في وقت تتزايد فيه التهديدات المتشابكة، الاقتصادية والتقنية، التي تهدد ليس فقط الشركات بل الاستقرار العام للأسواق في جنوب إفريقيا والمنطقة.
تعليقات الزوار