خطر الاكتئاب يبدأ من الهاتف

تستعد جامعة تكساس في أرلينغتون (UTA) لإطلاق دراسة طموحة هذا الخريف تهدف إلى استكشاف العلاقة بين تجارب المراهقين اليومية على وسائل التواصل الاجتماعي وصحتهم النفسية وسلوكهم، بما في ذلك الميل إلى تعاطي المواد المخدرة.

ويقود الدراسة فريق بحثي مكوّن من البروفيسورين ميليسا لويس ودانا لِت من كلية العمل الاجتماعي في UTA، بالتعاون مع الباحثة كاري كاري من جامعة شمال تكساس للعلوم الصحية. وسيتابع الفريق 250 مراهقاً من خلفيات متنوعة في أنحاء ولاية تكساس، من خلال استبيانات يومية تُجرى على مدار ستة أسابيع، بهدف تتبّع التأثيرات اللحظية للتفاعل مع محتوى منصات التواصل الاجتماعي على مشاعر القلق والاكتئاب، إضافة إلى سلوكيات محفوفة بالمخاطر مثل تعاطي الكحول والمخدرات.

وسيتبع هذا الجزء من الدراسة متابعة لمدة 12 شهراً لتحديد ما إذا كانت تلك التفاعلات قصيرة المدى تُنبئ بمشاكل أكثر جدّية على المدى الطويل.

دراسة تتجاوز "الوقت الذي يُقضى على الإنترنت"

وعلى عكس معظم الدراسات السابقة التي ركزت على كم الوقت الذي يمضيه المراهقون على الإنترنت، تسعى هذه الدراسة إلى التعمّق في نوعية المحتوى الذي يتفاعلون معه—ما الذي يشاهدونه، يشاركونه، أو يعلّقون عليه، وكيف يؤثر ذلك على صحتهم النفسية وسلوكهم الاجتماعي.

وقالت د. لِت:"سندرس نوع التفاعل مع المحتوى المتعلق بالصحة النفسية وتعاطي المواد. هل يكتفي المراهق بمشاهدة محتوى معين، أم يشاركه ويتفاعل معه؟ هل لهذا الفرق أهمية؟ نريد أن نفهم بدقة ما الذي يجعل هذا التفاعل محفوفًا بالمخاطر، سواء على مدار يوم أو خلال فترة زمنية أطول".

حوار الأهل مع المراهقين... وليس فقط التحذير

وتأمل الباحثات أن تُسهم نتائج هذه الدراسة في تطوير استراتيجيات وقائية أكثر فعالية، بالإضافة إلى تزويد الأهالي بأدوات للتعامل مع العالم الرقمي المعقّد الذي يعيشه أبناؤهم.

وقالت لِت: "هناك أبحاث تُظهر أن التواجد على الإنترنت يحمل مخاطره، لكنه قد يحمل بعض الفوائد أيضًا. نأمل أن تساعد نتائجنا في خلق توازن في الحوار بين الأهل وأبنائهم: بدل التركيز فقط على المخاطر، يمكن للأهل أن يسألوا: ما الذي تحبه في الإنترنت؟ ما الذي يسعدك أو يزعجك؟".

أما البروفيسورة لويس، فأكدت أن التدخلات الأبوية لا ينبغي أن تقتصر على مواضيع محددة كوسائل التواصل أو الصحة النفسية، بل يجب أن تركّز على أساليب الحوار.

وأضافت:"إذا واجه المراهق مشكلة، سواء مع صديق أو على منصات التواصل، يجب على الأهل أن يتعاملوا معها بأسلوب يُشجعه على الحوار بدلاً من رد الفعل الغاضب أو العقابي".

نحو بيئة رقمية صحية

يتوقع أن تُشكّل هذه الدراسة قاعدة معرفية لتطوير سياسات وبرامج وقائية تهدف إلى حماية المراهقين وتعزيز نموهم الصحي في العصر الرقمي.

عن جامعة تكساس في أرلينغتون (UTA)

تحتفل جامعة تكساس في أرلينغتون بمرور 130 عاماً على تأسيسها عام 2025، وتُعد ثاني أكبر جامعة في نظام جامعات تكساس، حيث تضم أكثر من 41,000 طالب. وتقدّم أكثر من 180 برنامجًا أكاديميًا، وقد صُنّفت كواحدة من أفضل 5% من الجامعات الأمريكية في النشاط البحثي. يبلغ التأثير الاقتصادي السنوي لطلبتها وخريجيها أكثر من 28.8 مليار دولار، وقد حصلت على عدة جوائز لابتكارها وتركيزها على الوصول الطلابي والنجاح الأكاديمي.

تعليقات الزوار