تقرير يحذّر من 10 مخاطر عالمية تهدد المؤسسات في عام 2026
نشرت مؤسسة Everbridge، وهي شركة برمجيات أمريكية متخصصة في حلول إدارة الطوارئ واستمرارية الأعمال، تقريرها السنوي بعنوان "توقعات المخاطر والمرونة العالمية لعام 2026"، الذي يقدّم رؤية شاملة للمشهد المتغيّر للمخاطر التي تهدد المؤسسات حول العالم.
ويسلط التقرير الضوء على عشرة مخاطر كبرى يتوقع أن تواجه المؤسسات خلال عام 2026، من بينها الهجمات السيبرانية المتقدمة، والمخاطر المتزايدة المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، والكوارث الطبيعية الناتجة عن تغير المناخ، إضافة إلى تداعيات الصراعات الجيوسياسية على التجارة وسلاسل الإمداد.
ويؤكد التقرير على ضرورة انتقال المؤسسات من نماذج استمرارية الأعمال التقليدية إلى نهج أكثر شمولاً يعتمد على المرونة التنظيمية، في ظل تزايد التهديدات المتشابكة والمتزامنة.
كما تكشف نتائج استبيان المخاطر العالمية لعام 2025 الذي أجرته إيفربريدج عن وجود فجوات واسعة في جاهزية المؤسسات، خصوصاً في مجالات التدريب على إدارة الأحداث الحرجة وتخصيص الموارد التكنولوجية المناسبة.
ويقترح التقرير اعتماد استراتيجية مرونة بخمس مراحل تشمل التخطيط المتقدم، والمراقبة المستمرة، والإنذار السريع، والاستجابة الموحدة، والتحسين المتواصل، بهدف تعزيز قدرة المؤسسات على مواجهة المخاطر وتحقيق جاهزية مستقبلية فعّالة.
أهم 10 مخاطر عالمية لعام 2026
1. الهجمات السيبرانية والمخاطر الإلكترونية النظامية
مع توسع الاعتماد على التقنيات المترابطة، أصبحت الهجمات السيبرانية أكثر تطورًا، باستخدام أدوات مثل برمجيات مدعومة بالذكاء الاصطناعي والهندسة الاجتماعية عبر “ديب فيك”. ولم تعد الهجمات تستهدف الأنظمة الأساسية فقط، بل تمتد إلى سلاسل التوريد والتقنيات التشغيلية، ما قد يشل قطاعات كاملة ويحدث خسائر تفوق سرقة البيانات.
2. الحدّان المتناقضان للذكاء الاصطناعي
يوفر الذكاء الاصطناعي أدوات قوية للتنبؤ بالأزمات وإدارتها، لكنه أيضًا يضاعف المخاطر؛ إذ يستخدمه المهاجمون لتوسيع حجم الهجمات وبناء عمليات تصيّد أكثر إقناعًا. كما أن التبني السريع للذكاء الاصطناعي التوليدي دون ضوابط حوكمة يعرض الشركات لخروقات بيانات ومشكلات امتثال ومخرجات منحازة.
3. الكوارث الطبيعية والتطرف المناخي
أصبحت الأعاصير والحرائق والفيضانات أكثر شدة وتكرارًا، ما يسبب تعطلات مباشرة للمنشآت، وسلاسل اضطراب تمتد للاقتصادات الإقليمية. كما أن طول فترات إعادة الإعمار وارتفاع تكاليف التأمين يزيدان من المخاطر المزمنة على الاستمرارية التشغيلية.
4. الصراع الجيوسياسي
التوترات العالمية، بما في ذلك الرسوم الجمركية والعقوبات وقيود التصدير، تُحدث تقلبات حادة في التجارة والطاقة والسلع. وتعتمد المؤسسات ذات التوريد الإقليمي الواحد أو نماذج المخزون “في الوقت المناسب” بشكل خاص على استقرار مفقود.
5. انقطاعات الأعمال الناتجة عن صدمات سلاسل التوريد
تؤدي كثافة الترابط في سلاسل الإمداد إلى تضخيم أثر أي خلل، سواء كان ازدحام الموانئ، نقص العمالة، أو ثغرات رقمية. فتعطل مزوّد تقني واحد قد يخلق “تأثير الدومينو الرقمي” عبر عشرات المؤسسات.
6. المعلومات المضللة ونشر الشائعات
تتسارع حملات المعلومات الكاذبة والديب فيك بشكل غير مسبوق، قادرة على تقويض الثقة، عرقلة الاتصالات أثناء الأزمات، وحتى التأثير على الأسواق. وقد صنّفها المنتدى الاقتصادي العالمي ضمن أخطر المخاطر العالمية خلال العامين المقبلين.
7. التجزؤ التنظيمي والقيود التجارية
تعدد الأنظمة التنظيمية الخاصة بخصوصية البيانات والأمن السيبراني وسلاسل التوريد يخلق حالة عدم يقين. ويمكن أن تتغير العقوبات وقيود التصدير بسرعة، ما يؤدي إلى تعطيل العمليات عبر الحدود وزيادة التكاليف.
8. عدم الاستقرار الاقتصادي والمالي
التضخم المستمر، تقلب أسعار الفائدة، وتبدل سياسات التجارة تؤثر على رأس المال العامل والوصول إلى الائتمان. وقد تواجه الشركات صدمات مفاجئة في العرض والطلب حتى لو كانت في وضع مالي قوي.
9. نقص المواهب وعدم مواءمة المهارات
التحولات الديموغرافية والتطور التكنولوجي السريع يخلقان فجوات في الخبرات. ما يؤدي إلى بطء الاستجابة للأزمات وفقدان المعرفة المؤسسية، ويؤثر سلبًا على استمرارية العمل.
10. الأزمات المركّبة (Polycrises)
تحدث الأزمات المركّبة عندما تتزامن عدة مخاطر مستقلة وتُضخّم آثار بعضها البعض. قد يتزامن صراع جيوسياسي مع هجوم سيبراني أو كارثة طبيعية، ما يجعل الإدارة التقليدية للأزمات عاجزة عن مواكبة الوضع ويفرض استجابة مركزية منسّقة.
بناء مؤسسة جاهزة للمستقبل عبر استراتيجية من خمس مراحل
1. التخطيط
اعتماد تقييمات ديناميكية للمخاطر، واستخدام التخطيط بالسيناريوهات لتوقع التهديدات وتحديد الأولويات قبل وقوعها.
2. المراقبة
الحفاظ على يقظة مستمرة على مدار الساعة لجميع الأصول والأشخاص وسلاسل التوريد، باستخدام استخبارات المخاطر المدعومة بالذكاء الاصطناعي.
3. الإخطار
اعتماد استجابة سريعة من خلال التنبيهات الفورية والموجّهة متعددة القنوات، لضمان حماية العاملين أثناء الأزمات.
4. الاستجابة
إنشاء صورة تشغيلية موحدة لدمج جهود الأمن وفرق التكنولوجيا والعمليات، مما يتيح قيادة مركزية فعّالة خلال الحدث.
5. التحسين المستمر
تحويل كل أزمة إلى فرصة تعلم عبر تقييم ما بعد الحوادث وتحديث الخطط التشغيلية بانتظام.
تعليقات الزوار