لقاء ترامب وشي: هدنة تجارية وتوترات مستمرة
في أول لقاء وجهي منذ عام 2019، اجتمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع الرئيس الصيني شي جين بينغ يوم 30 أكتوبر 2025 في بوسان، كوريا الجنوبية، في خطوة اعتبرها ترامب "12 من عشرة" على سلم النجاح، وسط توترات اقتصادية وتجارية مستمرة بين الولايات المتحدة والصين.
ويأتي هذا الاجتماع بعد أشهر من تصاعد السياسة الحمائية الأمريكية، إذ فرض ترامب تعريفات جمركية مشددة على صادرات الصين، بلغت في ذروتها 145%، بينما ردت بكين برفع تعريفاتها إلى 125%، ما أثر بشكل مباشر على المستهلك الأمريكي والمزارعين الذين توقف الصينيون عن شراء منتجاتهم، فضلاً عن قلق قطاع التكنولوجيا من قيود الصين على المعادن النادرة الضرورية لصناعة الأجهزة المتقدمة.
اتفاق هدنة لمدة 12 شهراً
خرج الزعيمان باتفاق هدنة لمدة 12 شهراً، تضمن عودة الصين لشراء فول الصويا وتخفيف بعض القيود على المعادن النادرة، مقابل تخفيض الولايات المتحدة للتعريفات الجمركية وتخفيف بعض القيود الاستثمارية. وأعلن ترامب عن نيته زيارة بكين، في حين قد يزور شي منتجع مار-أ-لاجو.
مواقف متباينة
وقد كشفت البيانات الرسمية لوزارة الخارجية الصينية عن موقف أكثر تحفظاً، مؤكدين استمرار الصين في خطتها الاستراتيجية الطويلة الأمد، مع التركيز على الاعتماد على الذات وقدرة الاقتصاد الصيني على مواجهة التحديات. من جهته، ركز ترامب على النجاحات الفورية في مجالات الزراعة والصناعات التقنية.
غياب النقاش حول تايوان وحقوق الإنسان
شكلت عدم الإشارة إلى تايوان أو حقوق الإنسان في المباحثات نقطة مثيرة للجدل، حيث يمثل هذا التغييب اختلافاً واضحاً بين إدارة ترامب وسابقيه الذين كانوا يضعون ملف حقوق الإنسان على طاولة النقاش دائماً.
تحديات مستقبلية للصين
ما زالت القيود الأمريكية على الوصول إلى التكنولوجيا تشكل تحدياً للصين التي تسعى لأن تصبح قوة صناعية وتقنية وعقلاً اصطناعياً عالمياً خلال العقود القادمة. وقد أكدت التحليلات الاقتصادية أن القطاعات العقارية والبنية التحتية واجهت ضغوطاً كبيرة مؤخراً، مما يجعل استمرار التوتر التجاري مع الولايات المتحدة مصدر قلق مستمر.
انعكاسات على العولمة والنظام العالمي
يشير مراقبون إلى أن لقاء ترامب وشي يعكس تناقضات أوسع في النظام العالمي، بين الهيمنة الأمريكية التقليدية وصعود النفوذ الآسيوي، في وقت تعيد فيه أوروبا ترتيب أوراقها لمواجهة الأزمات الإقليمية، كما في أوكرانيا، وسط تحولات محتملة في الهيمنة العالمية والنظام الاقتصادي الدولي.
خلاصة
رغم اتفاق الهدنة المؤقتة، يبقى مستقبل العلاقة الأمريكية الصينية مليئاً بالتحديات، خصوصاً في مجالات التكنولوجيا، الزراعة، وحقوق الإنسان. وبينما يسعى الطرفان لتجنب أزمة اقتصادية مفتوحة، يبقى التساؤل حول مدى تأثير هذا الاجتماع على مسار التنافس الاستراتيجي بين القوتين العظميين قائمًا.
تعليقات الزوار