
التفاوض كإدارة مخاطر: عراقجي وأسلوب التفاوض الإيراني

العراق يواجه التطرف الالكتروني: معركة جديدة بعد داعش

تقرير "غداً" لإدارة المخاطر عام 2025

المغرب تدمج الذكاء الاصطناعي لمواجهة التحديات الأمنية

رهان ميتا الكبير: أرباح قياسية ومخاطر شاهقة

أصدرت شركة التأمين العالمية AXA بالتعاون مع مؤسسة Ipsos bva النسخة الثانية عشرة من تقرير "مخاطر المستقبل"، وهو تقرير فريد من نوعه يستند إلى استطلاع عالمي شمل 23 ألف مواطن و3,595 خبيراً في المخاطر لقياس مستويات الخوف والهشاشة تجاه 25 نوعاً من المخاطر الحياتية المختلفة وترتيبها.
وحذّر التقرير من أن العالم يعيش مرحلة غير مسبوقة من الاستقطاب والانقسام الاجتماعي والسياسي، في ظلّ تصاعد الأزمات البيئية والجيوسياسية والتكنولوجية التي تهدد الاستقرار العالمي.
وأوضح التقرير، الذي استند إلى استطلاع آراء أكثر من 26 ألف خبير ومواطن من 57 دولة، أنّ تغيّر المناخ ما زال يحتل المرتبة الأولى بين أكثر المخاطر تهديداً للبشرية، للعام الخامس على التوالي، تليه الاضطرابات الجيوسياسية، والهجمات السيبرانية، ومخاطر الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة، ثم التوترات الاجتماعية.
تصاعد الإحساس بالعيش في عالم الأزمات
في عام 2025، أصبح الشعور بالعيش في عالم يواجه أزمات متعددة أكثر وضوحاً. إذ يرى 93% من المواطنين المشاركين في الاستطلاع أن عدد الأزمات في ازدياد (بارتفاع 3% عن عام 2024).
أما بين الخبراء، فالنسبة أعلى، حيث يقرّ 95% منهم بذلك، من بينهم 60% يوافقون بشدة، أي بزيادة 10 نقاط مئوية عن العام الماضي. كما تتنامى القناعة بأن هذه الأزمات تؤثر بشكل متزايد على الحياة الشخصية للأفراد (93% من المواطنين، و96% من الخبراء).
ورغم تزايد المخاطر الأخرى، لا يزال تغير المناخ يمثل الخطر الأكثر إثارة للقلق على المستوى العالمي، محتفظاً بالصدارة منذ عام 2018 (باستثناء عام 2020 خلال الجائحة).
أبرز المخاطر المتوقعة خلال العقد المقبل
أظهر التقرير أن الحديث عن "تعب المناخ" أو "التعوّد عليه" مبالغ فيه، إذ ما زال تغير المناخ يتصدر قائمة المخاطر الأكثر خوفاً بين كلٍّ من المواطنين والخبراء.
ويأتي عدم الاستقرار الجيوسياسي في المرتبة الثانية بين الخبراء، بل ويتفوق على مخاطر المناخ في أوروبا تحديداً.
تتوزع المخاطر المستقبلية بشكل مقلق بين المخاطر التكنولوجية (كالذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة والهجمات السيبرانية)، والمخاطر البيئية (فقدان التنوع الحيوي، الطاقة، التلوث)، والمخاطر الاجتماعية (التوترات الاجتماعية والتحولات الديموغرافية).
كما يظل الخوف من اندلاع حرب عالمية مرتفعاً على الصعيد العالمي، خصوصاً في أوروبا.
أبرز 10 مخاطر ناشئة عالمياً في 2025 وفقاً للخبراء
حوالي 84% من سكان العالم يخشون تصاعد التوترات الجيوسياسية عالمياً (بانخفاض 3% عن 2022، بعد اندلاع حرب أوكرانيا)، بينما يرى 79% أنها قد تؤدي إلى نزاع عالمي جديد.
ويُلاحظ أن هذا الخوف أكبر في أوروبا (80%) مقارنة بالدول الآسيوية (67%)، خصوصاً في بريطانيا (89%)، وإيرلندا (87%)، وإيطاليا (85%).
أما الخبراء، فيحافظون على رؤية متشائمة نسبياً، إذ يرى 84% منهم أن احتمال نشوب حرب عالمية خطر واقعي.
الديمقراطية والتعبير الحر... رغم الانقسام
على الرغم من شعور واسع بالانقسام الداخلي، فإن الالتزام بالديمقراطية ما زال قائماً؛ إذ يؤكد نحو ثلاثة أرباع المواطنين والخبراء أن الديمقراطية يجب أن تُصان حتى لو استغرق اتخاذ القرارات وقتاً أطول (72% و76% على التوالي).
في المقابل، يرى 28% أن الحكم الأقوى والأقل ديمقراطية ضروري لاتخاذ قرارات أكثر فعالية.
كما يؤيد نحو 70% من المستطلعين (من المواطنين والخبراء على السواء) حرية التعبير الكاملة، حتى وإن أدى ذلك إلى انتشار آراء سياسية متطرفة.
انتقاد حاد لضعف جاهزية الحكومات
انتقد الخبراء بشدة عدم استعداد السلطات العامة للتعامل مع المخاطر المستقبلية، وخاصة المخاطر الاستراتيجية.
فقط 12% من الخبراء يرون أن الحكومات جاهزة لمواجهة تغير المناخ (بانخفاض 2% عن 2024، و9% فقط في فرنسا)، و16% يرونها مستعدة للتعامل مع عدم الاستقرار الجيوسياسي.
أما الرأي العام فكان أكثر تسامحاً، لكنه لا يزال متشائماً، إذ لم تتجاوز نسبة من يرون سلطاتهم "مستعدة" لأي من المخاطر سوى ثلاثة من أصل 25 خطراً محتملاً.
فقط ثلث المستطلعين تقريباً يعتقدون أن السلطات الوطنية مستعدة للتعامل مع تغير المناخ (32%)، التوترات الاجتماعية (33%)، التوترات الجيوسياسية (33%) أو مخاطر الذكاء الاصطناعي (33%).
حول الاستطلاع
أُجري الاستطلاع بواسطة Ipsos لصالح AXA عبر استبيانات إلكترونية بين مجموعتين: الخبراء والجمهور العام، خلال الفترة من 14 مايو إلى 19 يونيو 2025.
وشمل الخبراء 3,595 مشاركاً من 57 دولة، 42% منهم بين 45 و59 عاماً، و82% يعملون لدى AXA في مجال إدارة المخاطر.
أما العينة العامة فشملت 23,000 شخص من 18 دولة، منهم 5,000 في الولايات المتحدة، و2,000 في ألمانيا، و1,000 في كل من المملكة المتحدة، فرنسا، إيطاليا، إسبانيا، سويسرا، بلجيكا، إيرلندا، تركيا، المكسيك، البرازيل، المغرب، نيجيريا، مصر، الصين، اليابان، وهونغ كونغ.
ويُذكر أن تركيا، ومصر، وإيرلندا، والبرازيل أضيفت إلى عينة هذا العام، بينما أُزيلت أستراليا مقارنةً بعام 2024.
تعليقات الزوار