En

هويتك الرقمية في خطر: مخاطر خفية وراء رفع الصور إلى أدوات الذكاء الاصطناعي

يحذر خبراء الأمن السيبراني من أن رفع الصور الشخصية إلى تطبيقات الذكاء الاصطناعي ليس مجرد تسلية رقمية، بل خطوة قد تُعرّض المستخدمين لخطر دائم يتمثل في تسريب بياناتهم البيومترية الفريدة مثل ملامح الوجه والتعابير والحركات الدقيقة، وهي معلومات لا يمكن تغييرها كما تُغيَّر كلمة المرور.

بيانات لا يمكن استبدالها

يشير أتول لوثارا، الشريك المؤسس لشركة 5Tattva والمدير التنفيذي لـ Zeroday Ops، إلى أن استخدام تطبيقات مثل “تحويل الوجه إلى أنمي” أو “العناق مع الذات الصغيرة” يعني عمليًا منح خوادم تلك الشركات إمكانية الوصول إلى بصمة الوجه الرقمية.

ويضيف أن البيانات البيومترية عند اختراقها تُستغل في سرقة الهوية أو إنشاء صور مزيفة (Deepfakes) يصعب على البشر والأنظمة التمييز بينها وبين الحقيقة.

أين تُخزن صورك؟

يحذر الخبراء من أن الكثير من التطبيقات لا تحذف الصور بعد المعالجة، بل تحتفظ بها وتستخدمها في تدريب نماذجها المستقبلية دون علم المستخدم، رغم ما يُكتب في سياسات الخصوصية المعقدة التي نادرًا ما يقرأها أحد.

وهذا يعني أن صورتك قد تُستخدم بعد سنوات في تدريب خوارزميات جديدة دون إذنك.

شبكات التواصل ليست بريئة

حتى مواقع التواصل مثل فيسبوك وإنستغرام تُعتبر بيئة خصبة لجمع الصور وتحليلها، لذلك ينصح الخبراء بجعل الحسابات والصور خاصة وتقييد الوصول لتقليل خطر “كشط البيانات” (Data Scraping).

هوية رقمية بلا رجعة

في عصر الذكاء الاصطناعي، لم تعد الهوية الرقمية مقتصرة على اسم المستخدم وكلمة المرور، بل تشمل ملامح الوجه، وأنماط السلوك، وبصمات الأجهزة، والموقع الجغرافي.

ومشاركة هذه البيانات بلا وعي يعادل تسليم معلوماتك البنكية لطرف مجهول.

يؤكد لوثارا أن الوعي هو خط الدفاع الأول، داعيًا المستخدمين إلى موازنة الفضول التكنولوجي بالمسؤولية، والاستمتاع بالابتكار دون التضحية بالأمان.

فما ترفعه اليوم “للمتعة”، قد يُعاد استخدامه غدًا في سياقات لا يمكنك التحكم فيها.

تعليقات الزوار