الجلسة الحوارية الأولى "توازن القوى.. بين المصالح الوطنية ونظام الطاقة العالمي"

بمشاركة إقليمية ودولية واسعة، شكّل منتدى بغداد الدولي للطاقة 2025، في يومه الأول، محطة رئيسة لإبراز الدور العراقي المتنامي في صناعة النفط والغاز والطاقة المتجددة، وسط إشادات عربية وأجنبية بالمبادرات التي أعلنتها بغداد لتعزيز استثمار مواردها، وترسيخ موقعها في معادلة أمن الطاقة العالمي.

وخلال الجلسة الحوارية الأولى، والتي أُقيمت تحت عنوان "توازن القوى.. بين المصالح الوطنية ونظام الطاقة العالمي" ضمن جدول أعمال أول أيام المنتدى، عدّ وزير النفط العراقي حيان عبدالغني، أن بلاده تأخرت في استثمار الغاز، لكنها اتخذت خطوات متسارعة لتحويله إلى مصدر فاعل في منظومة الطاقة الوطنية.

وأوضح أن الحكومة تعمل على تقليل استيراد المشتقات النفطية عبر سياسات متوازنة، مؤكدًا أن العراق يمتلك تنوعًا في مصادر الطاقة؛ بما فيها الطاقة الشمسية المتاحة على مدار العام، وهو ما يجعله قادرًا على المضي في مسار مزدوج بين الوقود الأحفوري والطاقة النظيفة.

وقال إن "العراق ربما تأخر في استثمار الغاز، لذلك وزارة النفط اتخذت خطوات متسارعة لاستثماره إلى طاقة يستفاد منها"، لافتاً إلى، أن "الحكومة تأخذ بنظر الاعتبار التوازن في المشتقات النفطية وأخذنا على نفسنا تقليل الاستيرادات للمشتقات النفطية وتقليصها".

وأضاف، أن "العراق يمتاز بتنوع مصادر الطاقة الذي نسعى إلى تحقيقه والمصدر الشمسي موجود طيلة أيام السنة والعالم متوجه نحو استخدام هذه الطاقة"، مشيرًا إلى، أن "الوقود الأحفوري سيبقى المصدر الرئيسي للطاقة والعديد من الصناعات ونحن نسعى للاستخدام الأمثل للطاقة والعديد من الصناعات وهناك تقنيات كبيرة في العالم بدأت على تفكيك الوقود الأحفوري للاستفادة منه".

وبين، "الوقود الأحفوري السائل والغازي يدخل في الكثير من الصناعات وفي العراق هناك مساعٍ جادة للاستفادة من الطاقة الشمسية ولدينا عقد مع توتال لتوليد الطاقة الكهربائية"، منوهاً، أنه "من خطط الوزارة التوجه بازدواجية نحو الوقود الأحفوري والطاقة النظيفة".

من جانبه، قال وزير النفط والغاز الليبي خليفة رجب عبد الصادق خلال جلسة حوارية في منتدى بغداد الدولي للطاقة، إن "ليبيا تشجع استخدام الطاقة المتجددة لزيادة كميات النفط المصدرة وتعمل على زيادة طاقتها الإنتاجية والوصول إلى الطاقة المتجددة وجعل الاقتصاد أكثر مرونة"، مشيراً إلى "امتلاك ليبيا أنبوباً لتصدير النفط إلى الدول الأوروبية، حيث تسعى إلى تحقيق موثوقية في التجهيز والطاقة الخضراء مستقبلا".

وفي السياق ذاته، أكد وكيل وزير الطاقة الإيراني حسين زاده، أن "إيران تمتلك خبرة تمتد لــ 100 عام في مجالات الإنتاج والتكرير والاستكشاف، وسبق لها أن تعاونت مع عدد من دول أوبك في تلك المجالات".

وأشار إلى، أن "المعطيات جميعها تبين أن الدول الأعضاء في منظمة أوبك بنهاية العام 2025 لن تحافظ على التزاماتها من إنتاج النفط تجاه المنظمة".

وأضاف: "أشكر الحكومة العراقية على عقد هذا الملتقى الاقتصادي المهمة"، منوهًا إلى، أن "إيران كانت ولا تزال ملتزمة بكل الحصص والضوابط التي تحدد لها من طرف المؤسسات العالمية والدولية وبقرارات منظمة أوبك".

إلى ذلك، قال وكيل أقدم وزارة البترول والموارد الطبيعية المصري إيهاب رجائي: إن "الطاقة المتجددة لا تشكل تهديدًا للوقود الأحفوري وقد تكون الاستثمارات والكلفة العالية للطاقة المتجددة تجد صعوبة بالبداية"، مشيرًا إلى، أن "الوقود الأحفوري الطاقة الرئيسية لكثير من المشاريع ومورد أساسي".

وتابع، أن "سياسة الانفصال عن الطاقة وأهم المحاور التي تعمل عليها مصر تنوع التعامل مع الشركات العالمية والاستفادة من العلاقات الدولية والشركات العالمية، والاستراتيجية الواضحة هو التعاون مع الشركات الكبيرة والتقليل من النزاعات".

من جهته، قال وكيل وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي أحمد بيرات جونكار خلال جلسة حوارية في منتدى بغداد الدولي للطاقة، "الطاقة مرتبطة بالسياسة على المستوى الوطني والقومي وتعزيز الاستقرار في تركيا وكثير من البلدان".

وذكر، "لدينا منهجيات تنويع التجهيز لذلك استثمرت تركيا في أنابيب النفط والخزن إضافة الى تعزيز الموارد الوطنية المحلية واكتشافاتنا للغاز في البحر الأسود سوف تلبي احتياجاتنا إضافة إلى الدبلوماسية".

وشهدت الجلسة مداخلات متنوّعة؛ أبرزها لوزير النفط والغاز الليبي خليفة رجب عبدالصادق، الذي دعا إلى تعزيز دور الطاقة المتجددة لزيادة الصادرات النفطية وتحقيق مرونة اقتصادية.

وأوضح أن ليبيا تمتلك خط أنابيب مباشرًا إلى أوروبا، وتسعى لدمج الطاقة الخضراء ضمن إستراتيجيتها المستقبلية.

إشادات عربية ودولية

بدوره، استعرض وكيل وزارة الطاقة الإيرانية حسين زاده، خبرة بلاده الممتدة لأكثر من قرن في مجالات الإنتاج والتكرير والاستكشاف، لافتاً إلى أن بعض دول "أوبك" قد لا تتمكن من الحفاظ على التزاماتها الإنتاجية بحلول نهاية 2025، في حين أكد التزام طهران بالحصص والضوابط المعتمدة دوليًا.

أما وكيل وزارة البترول والثروة المعدنية المصرية إيهاب رجائي، فأشار إلى أن الطاقة المتجددة لا تمثل تهديداً مباشراً للوقود الأحفوري، لكنها تواجه تحديات تتعلق بكلفة الاستثمار، موضحًا أن القاهرة تواصل تنويع شراكاتها الدولية لضمان استقرار الإمدادات وتجنّب النزاعات.

من جهته، أكد وكيل وزارة الطاقة التركية أحمد بيرات جونكار، أن الطاقة باتت مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالسياسة الوطنية، مبرزاً استثمارات أنقرة في البنية التحتية لأنابيب النفط والتخزين، بالإضافة إلى اكتشافات الغاز في البحر الأسود التي ستغطي جانباً كبيراً من احتياجات البلاد مستقبلاً.

تعليقات الزوار