كلمة رئيس الوزراء السيد محمد شياع السوداني في منتدى بغداد الدولي للطاقة

بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيم

1- الحضور الكريم، نرحب بكم في بغداد، حاضنةِ التنميةِ والتطورِ، ومجمعِ الأشقاءِ، ودارِ الأمنِ والاستقرار، وميدانِ الفرصِ الواعدةِ والإبداع.

2- وكلّ الترحيبِ والدعمِ للمنظمين والقائمين على عقدِ (منتدى بغداد الدوليِّ للطاقة)، في بلدِكم العراق، الذي تحوّل خلال سنوات قليلة، إلى حقل صناعيّ وتنمويّ واسع تزدهر فيه المجالات الجديدة لإنتاجِ الطاقة، وتتسارع فيه وتيرة الإعمارِ والتنمية.

3- إننا نعقد الكثير من الآمالِ والتوقعاتِ على انعقادِ مثلِ هذه المنتديات، وعلى ما توفره من فرصة للحوار، وتبادلِ الرؤية، والاطلاعِ على الحقائقِ والتطوّراتِ الرّقمية، وإعدادِ الدراساتِ والتوصياتِ بالغةِ الأهمية.

4- وفي ضوءِ علاقةِ العراقِ المهمةِ بأسواقِ الطاقةِ والنفطِ الخام، لا ننسى أنّ منظمة أوبيك قد تأسست في بغداد عام 1960، وأنّ العراق عضو رئيسيّ فيها، إضافةً الى مكانةِ الاحتياطيّ العراقيّ المؤكد؟ الذي يصل إلى 150 مليار برميل على وفقِ أوسطِ التقديرات، ليكون في أعلى المراتبِ على مستوى العالم.

5- هذا يعني أنّ النفط العراقيّ سيستمر بتغذيةِ الأسواقِ العالمية، لما يزيد عن 120 عاماً في أقلِّ التقديرات، وهي ميزة تعزز التزام العراقِ بالحفاظِ على التوازنِ العادلِ بين حقوقِ المنتجين والمستهلكين، رغم أن حِصّتنا التصديرية لا تتناسب مع حجمِ الإحتياطي والقدرةِ الإنتاجيةِ وعددِ السكّان. 

6- ونأمل من الأشقاءِ والأصدقاءِ أن يتفهموا بشكل أعمق هذه الضرورة الاقتصادية والتنموية العراقية، ويعيدوا النظر في حجمِ حصّةِ العراق، على وفقِ مؤشراتِ قدرتهِ النفطيةِ الحقيقية.

7- وإزاء هذه الرؤية، فإننا نؤكد الانفتاح عل استقبالِ الشركاتِ النفطيةِ الراغبةِ بالاستثمارِ في النفطِ والغاز، وستكون هناك إجراءات تفضيلية للشركاتِ الكبرى وفق المصالحِ العليا للعراق.

8- منذ بدايةِ عملِ حكومتِنا، كان ملفّ الطاقةِ حاضرًا، وعلى وجهِ الخصوص؛ في هدفِ توسعةِ الاستفادةِ من الثروةِ النفطية، ورفعِ مستوى القيمةِ المضافةِ من منتجاتها، وهي مسألة ترتبط بكلِّ جوانبِ التنميةِ والخططِ الطموحة.

9- كان لزاماً علينا أن نعمل على محاور متعددة، في التعاملِ مع الثروةِ النفطية، أولاً ؛ يجب تهيئة بنية تحتية كبيرة وكافية لإنتاجِ المشتقاتِ النفطية، وهو ما يعني رفع قدراتِ التكرير.

10- ومن خلالِ التوسعاتِ في قدراتِ المصافي الحالية، وافتتاحِ مصفى كربلاء العملاق، وتشغيلِ كلِّ وحداتِ التكريرِ وتطويرها في باقي المصافي العراقية.

 

11- وكذلك أعلن العراق عن ( 6 ) فرص استثمارية في قطاعِ المصافي، تعزيزاً للشراكةِ مع القطاعِ الخاص.

12- و وضعنا أمامنا هدفاً ستراتيجيا، وهو أن تتحول الصادرات النفطية للعراقِ إلى مشتقات عاليةِ القيمة، بدلًا من النفطِ الخام، بنسبة لا تقلّ عن 40% من مجملِ إنتاجِنا، بحلولِ عام 2030، وقد شرعنا بالفعلِ بالمشاريعِ النفطيةِ على هذا الأساس.

13- ويعمل العراق في الوقتِ نفسه، على تنويعِ منافذِ التصديرِ للنفطِ الخامِ والمشتقاتِ النفطية، بالارتكازِ على حقيقةِ تزايدِ إنتاجهِ النفطي، وضرورةِ مواجهةِ التحدياتِ الأمنيةِ التي تمرّ بها المنطقة، من هذا المنطلقِ فإننا أجرينا محادثات قبل أسابيع لإعادةِ تفعيلِ خطِّ التصديرِ العراقي- السوري، ليكون خياراً من بين خياراتِ تنوعِ منافذِ التصديرِ العراقية، مع توفيرِ مرونة في قدراتِ نقلِ النفطِ الخام، وقد باشرنا بالفعلِ بمدِّ أنبوبِ ( بصرة – حديثة ) بطولِ ( 685 ) كيلومتر الذي يقع في هذا الاتجاه.

14- كما وضعنا في الحسبان، أن يكون مشروع طريقِ التنميةِ الستراتيجي ضمن دعائمِ التوسعِ في مجالِ البنى التحتيةِ للطاقة، وأن يشكل ممراً مضافاً بما يتضمنه من خطوط لنقلِ الغازِ والنفطِ الخامِ من منطقةِ الخليجِ نحو الشمالِ إلى أسواقِ الاستهلاكِ في تركيا وأوروبا.

15- إلى جانبِ هذا كله، نجد في قطاعِ الغازِ خياراً ستراتيجياً اقتصادياً يعزز أمن الطاقةِ للعراق، ويشكل فرصةً لتشييدِ البنى التحتية، الداعمةِ لقطاعِ الكهرباء.

16- إنّ العالم يتحوّل بسرعة، نحو الطاقاتِ النظيفةِ والمتجددة، وهدفِ حمايةِ البيئةِ والتقليلِ من الانبعاثِ الكاربوني، ولا يمكن للعراقِ أن يكتفي بدورِ المصدّرِ التقليدي للنفط، بل يتحتم علينا التواصل مع كلِّ التطبيقاتِ الحاميةِ للبيئة، وأن نتمكن من الإمساكِ بزمامِ اشتراطاتِ مواجهةِ التغيرِ المناخي.

17- وهنا كانت الخطوة الأبرز نحو إنهاءِ حرقِ الغازِ المصاحب، والاستفادةِ التامةِ من 1300 مليونِ قدم مكعب قياسيّ، يجري إنتاجها بمصاحبةِ إنتاجِنا النفطيّ، وقد تجاوزنا نسبة 70% من إعادةِ استخدامِ الغاز، وصولًا إلى الإنهاءِ التامِّ للحرقِ في غضونِ عامين.

18- ولأولِ مرة، يشهد قطاع الطاقةِ النظيفةِ والمتجددة خطوات فعليةً وتنفيذيةً في طريقِها إلى طرحِ محصولِها، عبر محطاتِ الطاقةِ الشمسية، وأيضًا عبر مشاريعِ تدويرِ النفايات، واستخراجِ الطاقةِ منها.

19- وعلى هذا الأساس، طرحنا المشاريع المتكاملة، في كلِّ استثماراتِ النفطِ والغاز، وأن يتضمن المشروع في الحقلِ النفطيِّ أو الغازيّ، إنتاج الطاقةِ الكهربائية، وقدرات مضافةً للتصفيةِ والتكرير، وإنتاج الغاز، إضافةً إلى الصناعاتِ الكيمياويةِ المعتمدةِ على الخامِ المنتج.

20- نجد في هذا المنتدى الدوليِّ للطاقةِ فرصةً لنؤكد دعمنا وتبنينا لتوظيفِ المفاهيمِ الرقميةِ في إدارةِ الطاقة، واعتمادِ كلِّ الممكناتِ من التكنولوجيا الحديثةِ والذكاءِ الاصطناعيِّ، وقدراتِ الأتمتةِ أينما أمكن ذلك، إدراكًا منا لأهميةِ وضعِ التقديراتِ للمستقبلِ من الآن.

21- كما نؤكد على البعدِ الاجتماعي في مسؤوليةِ شركاتِ النفطِ إزاء بيئةِ العملِ والمجتمعاتِ المحلية، وما يتاح لها من مجال في دعمِ الاستقرار، لتكون شريكةً فاعلةً في التنميةِ إلى جانبِ ما تقدمه من تزويد وإسهام في سوقِ الطاقة.

22- أهلًا وسهلًا بكم، ونشدّ على أيديكم، ونرحب بكلِّ ما ستخرجون به من توصيات ورؤىً تحقق النفع والفائدة للجميع.

 

والسلام عليكم ورحمة اللهِ وبركاته

تعليقات الزوار