
مؤسسة غداً لإدارة المخاطر - ترجمة
يواجه المغرب حالياً أزمة شديدة في المياه نتيجة الجفاف المستمر، وزيادة الطلب السكاني، وتأثيرات تغير المناخ. رداً على ذلك، اعتمدت الحكومة المغربية استراتيجية "دبلوماسية المياه"، التي تربط بين تحسين البنية التحتية، استخدام التقنيات الحديثة، والتخطيط المالي لتعزيز القدرة على الصمود وتقوية الشراكات الإقليمية.
وتشمل السياسات المتبعة توسيع التخزين المائي، تطوير مشاريع التحلية، إدارة الطلب على المياه بفعالية أكبر، تحديث المؤسسات، وتعزيز التعاون الدولي. وتهدف هذه الجهود لحماية القطاع الزراعي، استقرار الاقتصاد، وتعزيز التعاون شمال إفريقي.
الأولويات الاستراتيجية للمياه
يعتمد المغرب على شبكة كبيرة من السدود، حيث يضم نحو 149–152 سداً كبيراً بسعة تخزينية تقارب 19.1 مليار متر مكعب، إلا أن السنوات الجافة المتكررة واستهلاك المياه المرتفع في الزراعة يبرز محدودية الاعتماد على التخزين وحده.
إطار السياسة: تنويع المصادر وتقليل الطلب
تعمل الحكومة على تنويع مصادر المياه من خلال التحلية، بناء سدود جديدة، وتنفيذ مشاريع نقل بين الأحواض. كما تم توسيع قدرة التحلية في مدن مثل أكادير مع دمج مشاريع الطاقة المتجددة لتقليل التكاليف والانبعاثات الكربونية.
على صعيد الطلب، تهدف السياسة إلى تحديث الري، تقليل الفاقد في شبكات المياه الحضرية، واستخدام مياه الصرف المعالجة لأغراض غير صالحة للشرب، مع تعزيز الشفافية عبر إصلاح المؤسسات ووضع خطط وطنية واضحة.
دبلوماسية المياه كأداة استراتيجية
تعتمد الدبلوماسية المغربية على نقل التكنولوجيا، التمويل المشترك، والشراكات بين القطاعين العام والخاص، بدلاً من المفاوضات التقليدية حول الأنهار المشتركة. ويعمل المغرب مع دول أوروبية، دول الخليج، ومؤسسات دولية لجذب الاستثمار والخبرة التقنية.
التوازن بين الاقتصاد والزراعة
تركز الاستراتيجية على حماية الزراعة عالية القيمة والصناعات التصديرية، مع ضمان توفير المياه للمجتمعات الريفية الضعيفة. تعتمد التحلية وإعادة استخدام مياه الصرف لإعادة تخصيص المياه للاستخدامات الحيوية.
التحديات الإقليمية والحوكمة
توفر دبلوماسية المياه المغربية فرص تعاون إقليمي، لكنها تواجه تحديات مالية وحوكمة لضمان توزيع عادل، ودعم المزارعين الصغار والمجتمعات الضعيفة. ويعد التمويل المختلط، الشفافية، وإنشاء منتديات إقليمية أدوات أساسية لتعزيز التعاون والاستقرار في المنطقة.
الخلاصة
يرى المغرب في المياه مورداً استراتيجياً ليس فقط للتكيف مع التغير المناخي، بل لتعزيز نفوذه الإقليمي وتنمية اقتصاده بشكل مستدام. نجاح هذه الاستراتيجية يعتمد على إدارة جيدة، تمويل عادل، وتعاون إقليمي متكامل، مما يجعل المغرب نموذجاً محتملاً للتنمية الذكية مناخياً في شمال إفريقيا.
تعليقات الزوار