سويسرا تستعد لمخاطر الجفاف الشديد المتزايدة

في خطوة استباقية لمواجهة التحديات المناخية المتصاعدة، أطلقت سويسرا نظامًا وطنيًا جديدًا لرصد وتحذير من حالات الجفاف، بهدف ضمان الأمن المائي في البلاد في ظل ازدياد فترات الجفاف وتراجع مستويات الأمطار والثلوج.

النظام، الذي أعلن عنه رسميًا يوم الأربعاء 8 مايو، يُعد أول منظومة من نوعها في أوروبا تُعامل الجفاف باعتباره كارثة طبيعية على غرار الزلازل والعواصف. ويجمع النظام بين بيانات الأرصاد الجوية، والمعلومات الهيدرولوجية، وصور الأقمار الصناعية، لتقديم مؤشرات فورية وتوقعات تمتد لأربعة أسابيع قادمة.

وقال بول شتيفن، نائب مدير المكتب الفيدرالي للبيئة، إن خطر الجفاف في سويسرا "سيزداد على مدار العام"، داعيًا إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية الموارد المائية وتقليل الفاقد منها.

وأشار فينسنت همفري من مكتب الأرصاد السويسري إلى أن هذا النظام "يضع سويسرا في موقع ريادي عالميًا"، موضحًا أن بلاده الوحيدة التي تتعامل مع الجفاف بشكل مماثل للكوارث الطبيعية الأخرى من حيث الرصد والتحذير.

وسيكتمل تطوير النظام بشكل نهائي بحلول عام 2031، مع خطط لدمج توقعات استهلاك المياه من قبل السكان والنباتات، إلى جانب تركيب شبكة استشعار وطنية لرصد رطوبة التربة في الوقت الفعلي بحلول 2026.

ويأتي هذا التحرك بعد أن شهدت أوروبا، بما فيها سويسرا، موجات جفاف قياسية في صيف 2022، مما أدى إلى انخفاض حاد في مستويات الأنهار والبحيرات، وتراجع إنتاج الطاقة الكهرومائية، وتهديد المحاصيل الزراعية.

ويرى خبراء أن التحذير المبكر من الجفاف سيمنح السلطات القدرة على تنظيم الاستهلاك المائي، واتخاذ قرارات مثل حظر غسل السيارات أو ملء المسابح الخاصة، وتفادي خسائر اقتصادية كبيرة خصوصًا في قطاعات النقل والطاقة والزراعة.

ويستند النظام السويسري إلى نماذج مطورة داخلياً وقياسات ميدانية دقيقة، بخلاف بعض الأنظمة الأوروبية التي تعتمد على محاكاة حاسوبية. وقد استلهمت سويسرا تجربتها من أنظمة مراقبة الجفاف المتقدمة في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

تعليقات الزوار