أُطلقت المبادرة العالمية «التكيّف السريع لدفاع الشبكات والتحليلات والمرونة» (Rapid Adaptation of Grid Defense, Analytics, and Resilience – RADAR) بهدف تحديث الطريقة التي يكتشف بها قطاع الكهرباء المخاطر الناشئة ويتنبأ بها ويستجيب لها.
وستوفر المبادرة العالمية الجديدة إطاراً قابلاً للتوسّع، وأدوات متقدمة، وبرامج تدريبية موجهة، لمساعدة القطاع على تعزيز مرونة الشبكات وموثوقيتها، في وقت بات فيه تعقيد الأنظمة المتزايد يشكّل تحدياً رئيسياً.
وأعلن معهد أبحاث الطاقة الكهربائية في كاليفورنيا (EPRI) إطلاق المبادرة، بمشاركة أعضاء مؤسسين من بينهم شركة ديوك إنرجي وشركة باسيفيك غاز آند إلكتريك في الولايات المتحدة، إلى جانب شركات دولية مثل شركة RTE الفرنسية والشركة الاسكتلندية والجنوبية للطاقة (SSE).
وأشار معهد EPRI في بيان له إلى تداعيات انقطاع التيار الكهربائي في شبه الجزيرة الإيبيرية عام 2025 بوصفه مثالاً على كيفية قدرة التغير السريع في ظروف الشبكات على إرباك عمليات المراقبة والتحكم التقليدية.
وأضاف المعهد أنه خلال الخمسة عشر عاماً المقبلة، من المرجح أن تشهد جميع أنظمة الطاقة حول العالم تقريباً تحولاً جذرياً في أنماط التوليد والطلب، مع تزايد الاعتماد على الموارد القائمة على العواكس الكهربائية والموارد الموزعة. ويؤذن ذلك بظهور نموذج جديد لشبكات عالية الديناميكية، ما يتطلب استراتيجيات تحكم من الجيل التالي، وعمليات تخطيط جديدة، وتدريباً متقدماً للقوى العاملة للحفاظ على موثوقية الإمدادات.
هل قرأت؟
الاستجابة للطلب ومرونة الشبكات: أبرز الدروس المستفادة من صيف 2025
تسخير الذكاء الاصطناعي لبناء مستقبل طاقة أكثر أماناً ومرونة
لماذا تقف أوروبا عند نقطة تحوّل في مرونة الشبكات
وفي تعليق له، قال دانيال بروكس، نائب الرئيس الأول في EPRI لشؤون توصيل الطاقة وحلول العملاء:
«يبرز انقطاع التيار في شبه الجزيرة الإيبيرية عام 2025 كيف يمكن لتعقيد الشبكات المتزايد أن يؤدي إلى تغيّرات سريعة تفوق قدرة الأنظمة والعمليات التقليدية على الاستيعاب. ومن خلال العمل المشترك، يمكن لمبادرة RADAR تسريع تطوير أطر تقييم مواطن الضعف واعتماد أفضل الممارسات والحلول القابلة للتوسّع لبناء شبكات مستقبلية أكثر مرونة».
من جانبه، قال فلوران كزافييه، مدير شراكات البحث والتطوير والتثمين والتحول في شركة RTE:
«يسرّ RTE دعم مبادرة RADAR التي تتناول تحدياً حاسماً لجميع مشغلي الشبكات، وهو استباق المخاطر الناشئة وإدارتها في أنظمة طاقة سريعة التطور. ومع تزايد نمو مصادر الطاقة المتجددة، نسعى إلى تسريع تطوير قدرات الجيل التالي لتخطيط وتشغيل شبكات آمنة ومرنة، وتعزيز استخدام أدوات نمذجة ومحاكاة متقدمة ومفتوحة المصدر. وستسهم RADAR في تمكين مشغلي الأنظمة من تعزيز مرونة الشبكات والحفاظ على موثوقيتها، في وقت تعيد فيه الموارد القائمة على العواكس والأحمال الكبيرة الجديدة، بما فيها مراكز البيانات، تشكيل ديناميكيات الشبكات».
وأضاف: «تتيح لنا هذه المبادة التحرك بحسم للحفاظ على موثوقية الشبكة وأمنها، بما يضمن حصول العملاء على خدمة مستقرة ويمكن الاعتماد عليها».
— نيلسون بيلر، نائب الرئيس الأول لاستراتيجية الشبكات والتخطيط والتكامل في شركة ديوك إنرجي.
ومن بين النتائج الرئيسية المتوقعة لمبادرة RADAR:
تطوير مخطط عملي ومسار واضح يمكن للمؤسسات تكييفه ضمن هياكلها التنظيمية الوظيفية لضمان الموثوقية في ظل التغيرات السريعة للشبكات.
تحديد القيود القائمة ومعالجتها، وإظهار سبل سد الفجوات في الأدوات والبيانات وسير العمل الحالية لإدارة تعقيد الشبكات الحديثة بصورة أفضل.
تطوير وتنفيذ برامج تدريب لموظفي مرافق الكهرباء لمعالجة موضوعات متقدمة في تخطيط وتشغيل أنظمة الطاقة.
وقال نيلسون بيلر مجدداً: «يعتمد العملاء على شبكة موثوقة وآمنة لتسيير حياتهم وأعمالهم. ومع التطور السريع لصناعة الطاقة عالمياً، توفر RADAR منصة أساسية لتعزيز حماية الشبكات وتقديم تحليلات أكثر ذكاءً. وتُمكّننا هذه المبادرة من التحرك بحزم للحفاظ على موثوقية الشبكة وأمنها، بما يضمن حصول العملاء على خدمة متسقة ويمكن الاعتماد عليها».
مرونة الشبكات
أصبحت مرونة الأنظمة في مواجهة التعقيد المتزايد والظواهر الجوية المتطرفة أولوية مركزية لمشغلي الشبكات حول العالم.
وفي هذا السياق، أشار معهد EPRI إلى أن انقطاع الكهرباء في أبريل الذي ضرب إسبانيا والبرتغال وأجزاء من فرنسا، سلّط الضوء على هشاشة نظام الطاقة.
وفي أوروبا على وجه الخصوص، أُعلنت عدة مبادرات لتعزيز مرونة منظومة الطاقة في القارة، من بينها حزمة الشبكات الأوروبية، التي تهدف إلى تعزيز الأمنين المادي والسيبراني للبنية التحتية العابرة للحدود، عبر إدماج اعتبارات الأمن في مراحل التخطيط المبكرة للمشروعات.
ووفقاً للمفوضية الأوروبية، تروّج هذه الحزمة أيضاً لمفهوم «المرونة من خلال التصميم»، من خلال تحسين الشفافية المتعلقة بالملكية لتفادي الاعتماد على جهات أجنبية، وتقديم دعم لتحديثات الأمن في الأصول القائمة.
كما أُطلقت في يوليو من هذا العام مبادرة أخرى هي تحالف ابتكار مشغلي أنظمة النقل (TSO Innovation Alliance)، التي تأسست بمشاركة ثمانية من كبار مشغلي شبكات النقل الأوروبية، وتركّز على ابتكار حلول في مجال «الطقس ومرونة الشبكات».
ويشير التحالف إلى أن الأحداث المناخية المدفوعة بتغير المناخ، مثل العواصف والفيضانات وموجات الحر وحرائق الغابات، تتزايد من حيث التكرار والشدة، ما يفرض ضغوطاً جديدة على عمليات تشغيل الشبكات والتخطيط طويل الأمد.
وتضم عضوية التحالف كلاً من Terna وRTE وSwissgrid وElia Group وTenneT وRed Eléctrica وAmprion، حيث كلّف التحالف شركات ناشئة بالبحث عن حلول مبتكرة لمواجهة المخاطر التي تهدد الشبكات نتيجة الظواهر المناخية المتطرفة المتزايدة، مع دمج مصادر الطاقة المعتمدة على الطقس.
وفي أكتوبر، أصدر تحالف الابتكار أول دعوة مفتوحة للحلول الهادفة إلى بناء شبكة كهرباء قادرة على الصمود في وجه التغيرات المناخية.
تعليقات الزوار