ما وراء السطح: أهمية إشراك الشركات في إدارة مخاطر المياه
تتزايد المخاطر المرتبطة بالمياه وتأثيراتها على الشركات حول العالم بشكل لافت، ما يجعل تبنّي منهجية واضحة في إدارة هذه المخاطر خطوة ضرورية لتعزيز استدامة الأعمال وتقليل التعرض للصدمات البيئية. وتعتقد أليانز غلوبال إنفسترز أن استخدام أدوات الحوكمة البيئية والتواصل البنّاء مع الشركات يمثّل وسيلة فعالة للحد من هذه المخاطر المتصاعدة.
أهمية المياه في سلاسل القيمة العالمية
تُعدّ المياه أحد أهم الموارد الطبيعية، ويؤثر توفرها واستخدامها بشكل مباشر على الأنشطة الاقتصادية عبر قطاعات الصناعة المختلفة ومراحل سلاسل التوريد. ومع تزايد التنافس بين الاستخدام الصناعي والمتطلبات السكانية، تتفاقم تحديات الأمن المائي وحقوق الإنسان. وفي بعض الحالات، يؤدي شحّ المياه إلى تقويض استدامة العمليات الصناعية أو تعطيلها بالكامل، ما يعرّض الأصول المادية للتعطل أو التخلي القسري عنها.
وفي المقابل، تتزايد المخاطر الناجمة عن الظواهر المناخية الحادة، خصوصًا الفيضانات، التي تضرب المنشآت الصناعية والبنى التحتية. ورغم هذه التحديات، لا تزال المياه مورداً غير مُدار بشكل كافٍ وغير مُسعَّر بما يعكس قيمتها الحقيقية، وفق ما تؤكد تقارير سابقة.
منهجية المشاركة الفعّالة مع الشركات
تعتبر إدارة مخاطر المياه ركيزة محورية ضمن برنامج أليانز للتشارك في ملفات التنوع البيولوجي. فمنذ 2024، كرّست الشركة برنامجًا خاصًا للتواصل مع 23 شركة تُعد الأدنى أداءً في القطاعات الأكثر تعرضًا لمخاطر المياه، وذلك استنادًا إلى تقييمات الأثر المالي المحتمل.
وعندما لم تستجب بعض الشركات أو فشلت في إظهار تقدّم ملموس، لجأت أليانز إلى خطوات تصعيدية، شملت التصويت ضد بعض أعضاء مجالس الإدارة أو المشاركة في تقديم قرارات مساهمين لتحسين السياسات.
دراسة حالة: إدارة المياه في سلسلة توريد ماكدونالدز
منذ عام 2024، عملت أليانز على دفع شركة ماكدونالدز نحو تعزيز إدارة المياه في سلاسل توريدها. وشملت الخطوات تقديم قرار مساهمين بشكل مشترك والتواصل المستمر، ما أدى إلى حوار بنّاء وسحب القرار بعد تجاوب الشركة مع المطالب.
دروس مستخلصة واتجاهات رئيسية
أظهرت المتابعة أن معظم الشركات لديها أهداف عامة لخفض استهلاك المياه أو رفع كفاءة استخدامها ضمن منشآتها، لكنها غالبًا لا تراعي اختلاف مستويات الخطورة بين المناطق الجغرافية. كما أن التعامل مع مخاطر المياه عبر سلاسل التوريد الأوسع لا يزال ضعيفًا أو مهملاً.
وحددت أليانز ثلاثة مسارات تُعدّ الأكثر حاجة للتحسين:
1. إجراء تقييمات شاملة لمخاطر المياه
توقّع المستثمرين أن تقوم الشركات بتحليل دقيق للمخاطر على منشآتها وسلاسل التوريد، بما يراعي اختلاف البيئات المحلية. فالكثير من الشركات لا تدرك حجم المخاطر المستقبلية، خصوصًا تلك المرتبطة بمزوّديها.
2. المتابعة الدورية للمخاطر
حتى الشركات التي تواجه مخاطر منخفضة في الوقت الحالي مدعوة لإعادة التقييم المنتظم، خاصة مع تغير المناخ وتبدّل أنماط الهطول وموارد المياه.
3. سدّ فجوة البيانات وتطوير آليات الإبلاغ
لا يزال جمع البيانات الخاصة بالمياه يمثل تحديًا كبيرًا، لكن توحيد منهجيات الإبلاغ وتحسين جودة البيانات يمكّن الشركات من تقييم أكثر دقة واتخاذ قرارات أفضل. وتواصل أليانز متابعة تطورات السوق في مجال معايير الإفصاح المائي لضمان توجيه الشركات بطريقة فعّالة.
مستقبل إدارة مخاطر المياه
تشير التجارب إلى أن تحسين إدارة المياه يساعد الشركات على تجنب الاضطرابات الناتجة عن المخاطر الفيزيائية، ويحقق وفورات مالية ملموسة. كما يمكّن المستثمرين من تقليل تعرضهم للمخاطر ويسهم في حماية هذا المورد الحيوي.
وتؤكد أليانز أن تعزيز التواصل مع الشركات حول استخدام المياه وإدارتها أصبح ضرورة استراتيجية، ليس فقط لحماية الاستثمارات، بل أيضًا لدعم الجهود العالمية الرامية للحفاظ على الموارد الطبيعية وضمان استدامة التنمية الاقتصادية.
تعليقات الزوار