En

منظمات بيئية: لوبيات النفط تخطف مؤتمر المناخ

اتهمت مجموعة "تحالف أيديكم بعيداً عن أمّنا الأرض" (HOME) مؤتمر المناخ COP30 في مدينة بيليم بأنه “مهرجان للحلول الزائفة”، تهيمن عليه مصالح أسواق الكربون ولوبيات الوقود الأحفوري ومروّجو تقنيات الهندسة الجيولوجية الخطرة.

وفي بيان شديد اللهجة، قالت المنظمة إن مؤتمر COP30 يمثّل “خيانة” للشعوب الأصلية وحركات العدالة المناخية والمجتمع المدني، متهمة الحكومات بالتراجع عن الالتزامات المتعلقة بالتخلص من الوقود الأحفوري، والانخراط في “إصلاحات تقنية” تهدد النظم البيئية والمجتمعات الواقعة على الخطوط الأمامية للأزمة.

وبحسب تحالف HOME، تُستخدم أسواق الكربون بشكل متزايد لتبرير أساليب مثيرة للجدل، مثل الطاقة الحيوية مع احتجاز وتخزين الكربون (BECCS)، والالتقاط المباشر للهواء، وإزالة ثاني أكسيد الكربون من البحار — وهي مقاربات تقول المنظمة إنها تفشل في معالجة الأسباب الجذرية لأزمة المناخ.

وأشار نشطاء المجتمع المدني إلى وجود غير مسبوق للوبيات الصناعية داخل المفاوضات. فقد ذكر مركز القانون البيئي الدولي (CIEL) أن 531 من جماعات الضغط العاملة في مجال احتجاز الكربون حصلوا على حق الوصول إلى جلسات التفاوض، فيما كشف تحالف “اطردوا كبار الملوثين” أن واحداً من كل 25 مشاركاً مسجلاً مرتبط بصناعة الوقود الأحفوري.

كما لفت التحالف إلى أكثر من 20 فعالية جانبية وبرامج في أجنحة المؤتمر تروّج لمبادرات الهندسة الجيولوجية، على الرغم من المخاوف البيئية والاجتماعية القائمة منذ سنوات بشأنها.

وجاء في البيان أن تحالف HOME أعاد الأسبوع الماضي إطلاق مانيفستو بعنوان “أرضنا ليست مختبراً”، داعياً إلى رفض عالمي للهندسة الجيولوجية، وحاثّاً الحكومات على إعطاء الأولوية للحلول المناخية القائمة على المجتمعات المحلية والمبنية على العدالة والنزاهة البيئية.

وقدّم أعضاء التحالف انتقادات حادة لاتجاهات مؤتمر COP30؛ حيث رفضت أدريان بلاشفورد (شبكة البيئة للشعوب الأصلية) السياسات المناخية “المبنية على الصناعات الاستخراجية”، داعية إلى قيادة الشعوب الأصلية في صنع القرار المناخي وإخراج الهندسة الجيولوجية من المفاوضات العالمية.

وقال نيمو باسي، المدير التنفيذي لمؤسسة صحة أمّنا الأرض (HOMEF) في نيجيريا، إن COP30 “تجنب القضايا الجوهرية”، مندداً بأسواق الكربون والهندسة الجيولوجية بوصفها “مخارج للهروب يستخدمها الملوثون”.

من جانبها، اعتبرت جانا أويمورا (التحالف العالمي للغابات) أن المؤتمر كشف “الاستحواذ التجاري” على اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ، مؤكدة أن العملية بحاجة إلى إصلاح جذري لاستعادة مصداقيتها.

أما محمد أسروف (المعهد الفلسطيني لاستراتيجية المناخ)، فحذر من تزايد ارتباط مبادرات الهندسة الجيولوجية بالمجالات العسكرية وأنظمة المراقبة، واصفاً إياها بأنها “امتداد خطير للقوة الاستعمارية”.

واتهمت ليلي فور (CIEL) لوبيات الوقود الأحفوري بأنها “استولت على محادثات المناخ وأفقدتها نزاهتها”، ما أدى إلى تأخير العمل الجدي على التخلص التدريجي من النفط والغاز والفحم.

كما أعرب ممثلو تحالف العدالة المناخية، وتحالف الشباب الغاضب، وإيكونيكسس، وبيوفويل ووتش، وأصدقاء الأرض الدولية، وETC Group عن المخاوف نفسها، رافضين الآليات المدفوعة من الشركات مثل تعويضات الكربون، احتجاز الكربون وتخزينه (CCS)، تعديل الإشعاع الشمسي، ومخططات تسليع الطبيعة.

ورغم الانتقادات، أشار تحالف HOME إلى قوة التعبئة المدنية خلال المؤتمر، بما في ذلك مسيرة 15 نوفمبر الضخمة وفعاليات “قمة الشعوب”، معتبراً أنها تجسّد “أين يكمن القادة الحقيقيون للعمل المناخي”.

تعليقات الزوار