يتضمن هذا العدد منIraqCopy عدة مقالات ودراسات متنوعة عن الشأن الداخلي والسياسة الخارجية للعراق. أولى المقالات التي غطاها هذا العدد هي دراسة منشورة على موقع مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي. تتناول الدارسة التي أعدتها الباحثتان جوي اركيه ونوران عوض الله اثار التغير المناخي على العراق وسبل التكيف التي تنتهجها مؤسسات الدولة العراقية للتعامل مع التداعيات المترتبة على هذه الاثار.

تستعرض الدراسة المعنونة "التغير المناخي وهشاشة الدولة في العراق: التخصيصات المالية والحوكمة ومستقبل الاستدامة" الواقع البيئي المتدهور في العراق من حيث ارتفاع معدلات التصحر والجفاف وارتفاع درجات الحرارة وندرة المياه.

من ناحية أخرى يتناول التقرير الجهود المؤسسية التي تبذلها الدولة العراقية ومؤسساتها والاستراتيجيات والسياسات المعلنة لهذه المؤسسات الرامية الى تطويق ومعالجة اثار التغيرات المناخية والتأسيس لاقتصاد مستدام قادر على تحمل الصدمات التي يفرزها الواقع المناخي في العراق. 

كما يحتوي هذا العدد على مقالة من تأليف الكاتب نيل كويليام المتخصص في مجال الجغرافيا السياسية وقضايا الطاقة بعنوان "العراق على الحياد في الصراع الإقليمي".

يصف المقال الذي نشرته مؤسسة اوبزرفر البحثية سياسة العراق التي اتبعها خلال فترة اندلاع الحرب بين محور المقاومة بزعامة ايران من ناحية وإسرائيل من ناحية أخرى بانها سياسة محايدة وحذرة سعت الى تجنيب توريط العراق بهذا الصراع. ويرى الكاتب بان التغير في التوازنات الإقليمية والتراجع في النفوذ الإيراني في المنطقة يمثل فرصة حقيقية امام العراق وقادته لتعزيز مؤسسات الدولة داخليا ولتعظيم دور العراق على المستوى الخارجي. 

في العدد أيضا مقالة منشورة على موقع المركز العربي بواشنطن بعنوان "البراغماتية تؤطر الموقف العراقي تجاه سوريا ما بعد الأسد", وهي بقلم جورجيو كافيرو, الأستاذ المساعد في جامعة جورج تاون الامريكية. يؤكد كاتب المقال بان العراق ومنذ سقوط نظام بشار الأسد في سوريا نهاية العام الماضي تبنى نهجا براغماتيا قائم على التوازن في الخطاب والانفتاح والرغبة للتعاون مع سوريا الجديدة.

يؤكد المقال ان الحكومة العراقية وعلى الرغم من وجود أصوات في الداخل العراقي تعارض تطبيع العلاقات مع حكومة الشرع بسبب تاريخه الجهادي ونشاطه الميداني في العراق أصرت على فتح قنوات اتصال مع النظام الجديد وتوج ذلك باللقاء الذي جرى بين رئيس الوزراء العراقي والرئيس السوري في الدوحة في نيسان الماضي. ويرى المؤلف بان حجم المصالح الأمنية والاقتصادية والاستراتيجية بين البلدين تحتم على العراق تعضيد علاقاته مع سوريا ما بعد نظام بشار الأسد. 

أخيرا, ورد في العدد مقال للكاتب جيمس دورسو بعنوان هل تستطيع الولايات المتحدة تحرير العراق من ايران؟. ينتقد المقال المنشور على موقع Real Clear World الدعوات التي صدرت من بعض أعضاء الكونغرس الأمريكي والتي طالبوا فيها تصنيف قوات الحشد الشعبي العراقي على انها منظمة إرهابية وفرض عقوبات مالية واقتصادية على العراق بسبب علاقاته مع ايران.

يرفض المقال هذه الطروحات ويرى انها سطحية ومنفصلة عن الواقع. ويؤكد الكاتب بان الحكومة العراقية جادة في مساعيها لضبط قوات الحشد الشعبي والسيطرة على نشاطاته.

كما يضيف جيمس دورسو ان العراق اثبت حسن نواياه في تفعيل العديد من الأدوات الرقابية التي طالبته بها الولايات المتحدة في مجال مكافحة تهريب الأموال. ويرى الكاتب أيضا ان معاقبة العراق يعني خسارته على الصعيد الاستراتيجي ودفعه باتجاه التحالف مع دول منافسة للولايات المتحدة وفي مقدمتها الصين.