للمؤلف تور هامنج Tore Hamming

يستكشف مؤلف الكتاب الصراعات الداخلية والتنافسات بين الجماعات الجهادية ( المتطرفة ) العالمية خلال تلك الفترة. يركز الكتاب على الانقسامات بين تنظيم القاعدة الإرهابي وتنظيم (داعش)، وكيف أثرت هذه الانشقاقات على الحركة الجهادية بشكل عام. من خلال تحليل دقيق، يقدم هامنج رؤى حول الديناميكيات الداخلية والتحديات التي واجهتها هذه الجماعات، وكيف سعت كل منها إلى تحقيق الهيمنة والتأثير في الساحة الجهادية العالمية.

في الفصل الثاني عشر المعنون "القاعدة والجهاد السوري" تم التطرق الى هيئة تحرير الشام بصورة مفصلة و الديناميكيات المعقدة لتورط تنظيم القاعدة في الصراع السوري ،  تعمق هذا الفصل في القرارات الاستراتيجية التي اتخذها التنظيم، والتحديات الداخلية التي واجهها، وتفاعلاته مع الجماعات الجهادية الأخرى خلال تلك الفترة.

المحاور المهمة في هذا الفصل :- 

1. الانخراط الاستراتيجي للقاعدة في سوريا:

   - يستعرض الفصل قرار القاعدة بالمشاركة في الحرب الأهلية السورية، مع التركيز على تأسيس جبهة النصرة كفرع رسمي لها في سوريا.

   - يحلل كيفية استغلال القاعدة للصراع السوري لتعزيز نفوذها وتنفيذ أهدافها الأيديولوجية.

2. التجزئة الداخلية ومحاولات إعادة التسمية:

   - يناقش الفصل تحول جبهة النصرة إلى جبهة فتح الشام، ولاحقًا إلى هيئة تحرير الشام ، كاستراتيجية لكسب الشرعية المحلية والابتعاد عن الأجندة العالمية للقاعدة.

   - يسلط الضوء على النقاشات الداخلية والتوترات داخل تنظيم القاعدة بشأن هذه التحولات وتأثيرها على تماسك التنظيم.

3. التنافس مع تنظيم (داعش):

   - يشكل الصراع مع تنظيم داعش الإرهابي محورًا رئيسيًا، مع التركيز على الخلافات الأيديولوجية والعملياتية بين الطرفين.

   - يشرح الفصل كيف أن توسع داعش العدواني والارهابي وإعلانه للخلافة شكل تحديًا لسلطة القاعدة وأدى إلى انقسام كبير داخل الحركة الجهادية العالمية.

4. التأثير على المشهد الجهادي العالمي:

   - يحلل الفصل تداعيات تورط القاعدة في سوريا على الحركة الجهادية الأوسع نطاقًا، لا سيما فيما يتعلق بالصراعات الداخلية وظهور "حرب أهلية جهادية."

   - يقيم كيف أثرت هذه التطورات على أنشطة الجهاديين خارج سوريا، مما ساهم في زيادة الاستقطاب والتجزئة داخل الإسلام السياسي المسلح.

لقد اعتمد هامنج في هذا الفصل على بحث دقيق يقدم فهمًا شاملاً للتعقيدات والديناميكيات الداخلية التي شكلت دور القاعدة في الجهاد السوري، ما يوفر رؤى قيمة حول التداعيات الأوسع على سياسات الجهاد العالمية خلال هذه الفترة المضطربة.