
مستفيدة من الحرب التجارية.. الصين تخزن مزيداً من النفط
يسعى تجار النفط الصينيون إلى الاستفادة قصيرة الأجل من الحرب التجارية الأميركية وما أفضت إليه من تراجع أسعار الخام، بغض النظر عن المخاوف بشأن الضرر الاقتصادي طويل الأمد لهذه الحرب، حسب ما ذكرت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية.
وارتفعت واردات النفط الخام إلى الصين بشكل لافت خلال شهري مارس وأبريل، حيث بلغت نحو 11 مليون برميل يوميا، وهو أعلى مستوى لها في 18 شهرا، مقارنة بـ8.9 ملايين برميل يوميا في يناير الماضي، وفقا لبيانات شركة كبلر المتخصصة في تتبع ناقلات النفط.
وكان الخوف من تشديد العقوبات الأميركية على إيران دافعا للمصافي الصينية إلى شراء النفط الإيراني بكثافة، قبل أن يتحول ذلك إلى تخزين أوسع للخام بعد هبوط الأسعار، مدفوعا بزيادة إنتاج منظمة أوبك وإعلانات الرئيس الأميركي السابقة دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية.
ورغم تحذيرات محللين من أن الحرب التجارية قد تؤدي لاحقا إلى تراجع استهلاك النفط، فإن الطلب الصيني على وقود السيارات والطائرات لا يزال قويا، حيث أجّلت بعض المصافي صيانتها السنوية لمواصلة الإنتاج، مستغلة انخفاض أسعار الخام، وفقا لما نقلته فايننشال تايمز عن إيما لي، المحللة في شركة فورتيكسا لبيانات السوق.
في المقابل، تواجه المصافي الخاصة تحديات لوجستية مرتبطة بالعقوبات المفروضة على ناقلات النفط، ما أدى إلى تكدس نحو 40 مليون برميل من النفط الخام الإيراني على متن 36 سفينة بحرية، منها 18 مليون برميل في سنغافورة و10 ملايين في البحر الأصفر و4 ملايين في بحر جنوب الصين، بحسب يوهانس راوبول من شركة كبلر.
ومع ذلك، تواصل المصافي الخاصة شراء النفط الإيراني المخفض الأسعار، حفاظا على هوامش أرباحها المحدودة، خاصة أن كثيرا منها غير مرتبط بالنظام المالي الأميركي، ما يقلل من حجم العواقب المالية.
تعليقات الزوار