حرب رسوم ترمب تهدّد التحالفات الأميركية في شرق آسيا

حذّر فرانك روز، الرئيس السابق لهيئة الأمن النووي الوطنية الأميركية والرئيس الحالي لمؤسسة «شـڤالييه للاستشارات الإستراتيجية»، من أنّ سياسات دونالد ترمب التجارية—وفي مقدّمها الرسوم الجمركية العقابية على حلفاء واشنطن—باتت تنسف مرتكزات الإستراتيجية الأميركية في شرق آسيا وتصبّ مباشرة في مصلحة الصين.

التحالفات… ميزة أميركا غير المتكافئة

يرى روز أنّ إدارة ترمب حدّدت المشكلة الصحيحة: كبح صعود بكين وتعزيز الردع. لكنّها اختارت الأداة الخطأ. فبدلاً من توظيف القوة الاقتصادية‑التكنولوجية الأميركية لتمتين التعاون مع أستراليا واليابان وكوريا الجنوبية وتايوان، يتعامل الرئيس السابق مع هذه الدول باعتبارها خصوماً تجاريين «يستغلّون» الولايات المتحدة.

وقال فرانك روز «الميزة غير المتكافئة الحقيقية لواشنطن أمام بكين هي شبكة التحالفات، لا الرسوم الجمركية».

النظرة «العقارية» للسياسة الخارجية

يكمن الخلل—بحسب الكاتب—في رؤية ترمب للعالم كصفقات عقارية قصيرة الأجل؛ نظرة صفرية تُغفل ضرورات بناء الثقة بعيدة المدى. ولأنّ الحماية الجمركية تشي بأن الشراكات مشروطة بالدفع النقدي لا بالمصالح الإستراتيجية المشتركة، فهي تزعزع يقين الحلفاء بالتزام أميركا الدفاعي، تماماً كما أثارت تصريحاته عن الناتو الريبة في أوروبا.

تداعيات أوسع: أوكرانيا وكوريا الشمالية

يحذّر روز من أنّ تقليص الدعم الأميركي لأوكرانيا—إن حدث في عهد ترمب—سيُقرأ في آسيا رسالة ضعف إضافية. أما في شبه الجزيرة الكورية، فإن الردع ضد بيونغ يانغ يعتمد أصلاً على تنسيق ثلاثي محكم (واشنطن–طوكيو–سول). خطابات ترمب المشكّكة في «تقاسم الأعباء» تهدّد هذا الأساس في وقت يضاعف فيه كيم جونغ‑أون ترسانته النووية ويجد في موسكو سنداً جديداً.

 

تعليقات الزوار